السؤال
أعاني من مشكلة أرقتني كثيرا منذ زمن، وهي أني أريد أن أتخلص من الذنوب التي اقترفتها، والتي لم أستطع التخلص منها، علما أن الزواج هو الحل الأمثل لمشكلتي هذه؟ لدي الرغبة في ذلك لكن ليست لي القدرة على ذلك لأسباب مادية، مع أني حاولت عدة مرات أن أحسن وضعي المادي لكن لا فائدة من كل محاولاتي التي فشلت.
أفيدوني ولكم الأجر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Hasan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
فإن الله تبارك وتعالى يعين طلاب العفاف، ويقبل التوبة عن عباده، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فكرر المحاولات، وتوكل على رب الأرض والسماوات، واعلم بأن السلف كانوا يطلبون الغنى في النكاح يتأولون قوله تعالى: ((إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله))[النور:32]، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (التمسوا الغنى في النكاح) والأمر في ذلك مجرب، والزواج يشعر الشاب بالمسئولية فيزيد في المجهود والعمل، ويحافظ على الدرهم والدينار، كما أن الزوجة تأتي برزقها، وإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم بإخلاصهم وصلاتهم ودعائهم .
وأرجو أن تحرص على طاعة الله؛ فإن الله يوفق المطيع وربما يحرم العبد الرزق بالذنب يصيبه، فأكثر من الاستغفار، واحرص على التوبة والإنابة؛ لأنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وقد كان سلف الأمة الأبرار يفهمون قول الله تعالى: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا *ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا))[نوح:10-12]
ولذلك كانوا إذا أرادوا المال استغفروا الله، وإذا رغبوا في الولد استغفروا الله، وإذا طمعوا في القوة في أبدانهم وبلدانهم استغفروا الله؛ لأن الله يقول: ((ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم))[هود:52].
كما أرجو أن تحسن إلى والديك، وتجتهد في صلة رحمك، وكن عونا للمحتاجين ليكون الجليل العظيم في عونك وحاجتك، وعليك بالاستقامة على شرع الله، فإن الله سبحانه يقول: ((وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا))[الجن:16]، ويقول سبحانه: ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض))[الأعراف:96]
ولا مانع من العمل الإضافي والبحث عن الأفضل في العمل، وليس من الصواب أن يكتفي الإنسان بعمل واحد.
وننصحك بالحرص على البكور، والتوجه إلى الله في الأوقات الفاضلة.
وأرجو أن تكون للإنسان قناعة، فإنه لا خير في الطمع، وإذا أصبح الإنسان آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.
ونسأل الله العظيم أن يفتح عليك أبواب الزرق، وأن يغنيك بحلاله عن الحرام، وأن يدخلنا جميعا الجنة دار السلام.
والله ولي التوفيق.