السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 28 عاما، ولم يرزقني الله بوظيفة حتى الآن، منذ أن أنهيت خدمتي العسكرية لم أجد غير وظيفة واحدة، ولكن ظروفي لم تتناسب معها، ومن وقتها وكلما أقدم في وظيفة تتعطل معي.
كلمت أحد المشايخ وقال لي: إنه معمول لي عمل سحر، هل هذا صحيح؟ هل ممكن عمل السحر يؤخر الوظائف؟
ثانيا: أنا كنت أرتكب من الذنوب والكبائر، ولكن -الحمد لله- ربنا أنعم علي ومنذ سنتين وأنا ملتزم، وأحاول بشتى الطرق البعد عن كل ما يغضب رب العالمين، ممكن أعرف أولا هل أستغفر وأقوم بالكفارة عن كل ما فعلته في الماضي؟
ثالثا: هل عمل السحر فعلا يؤثر في حياتي؟
رابعا: ما هي طريقة زيادة الرزق والأدعية المؤدية لذلك؟ ولكم جزيل الشكر والله يجزيكم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفتح أمامك أبواب الأرزاق، ويسهل لك الأسباب، فهو سبحانه الكريم الوهاب.
نصيحتنا لك – أيها الولد الحبيب – أن تكون جادا في الأخذ بالأسباب المشروعة للرزق، وأن تبتعد عن الأوهام، التي تزيدك إحباطا وتصنع لديك اليأس والقنوط، فخذ بالأسباب الممكنة، واعلم بأن ما قدره الله تعالى لك سيأتيك لا محالة، فالرزق قد كتب قبل أن تخلق، فكن مطمئنا لقضاء الله تعالى وقدره، واعلم أنك لا تستطيع أن تغير ما قد كتبه الله تعالى من رزق، ولكن تستطيع أن تأخذ بالأسباب، فإذا كان الله تعالى قد قدر لك شيئا فإنك ستصل إليه.
إذا أيقنت بهذه العقيدة فإنك ستجد حلاوة الحياة وسعادتها، فالإيمان بالقضاء والقدر جنة عاجلة في هذه الدنيا، فارض بما قدره الله تبارك وتعالى لك، ولكن هذا لا يعني العجز والكسل وترك الأخذ بالأسباب.
هناك أسباب مادية وأسباب معنوية للرزق، أما الأسباب المعنوية فأولها – أيها الحبيب – التوبة والاستغفار، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، فأكثر من الاستغفار، وداوم على التوبة، والتوبة معناها: الإقلاع عن الذنوب والمعاصي والرجوع إلى الطاعات.
قد حثنا الله تعالى على تقوى الله في كتابه، وأخبر بأنه أعظم أسباب الرزق، فقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، والتقوى يعني: أن تجعل بينك وبين النار وقاية، وكيف تصنع هذه الوقاية؟ تصنعها بفعلك لفرائض الله واجتنابك لما حرمه الله.
إذا زلت قدمك ووقعت في المعصية فسارع إلى التوبة ولا تؤخرها، فإذا كنت ملتزما بهذا الطريق فإنك على طريق التقوى، وأنت موعود بالفرج، ووعد الله تعالى لا يتخلف، وسيأتيك الرزق، ولكن الرزق الذي قد كتبه الله.
كن على ثقة تامة – أيها الحبيب – من أن الله تعالى يقدر لك ما هو خير لك، وأفضل، وأنفع لك مما تتمناه أنت لنفسك، فالله أرحم بك من نفسك وأعلم بمصالحك، وقد قال في كتابه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
أخبرنا سبحانه وتعالى بأنه قدر المقادير حتى لا نعود على أنفسنا نحن بالمعاتبة أو باللوم إذا حرمنا شيئا، كما لا نفرح ونغتر إذا أعطانا شيئا، فقال سبحانه وتعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}.
إذا خذ بهذه الأسباب المعنوية لتحصيل الرزق، ثم ابحث عن الأسباب المادية، ولا تيأس، فابحث عن فرص العمل، واربط علاقات مع الناس، واسأل من يمكن أن يعينك للحصول على عمل، وستصل إن شاء الله تعالى إلى ما قدره الله تعالى لك.
أما ما ذكر لك هذا الشخص من أنك معمول لك عمل: فهذه أوهام، ننصحك بأن لا تنجر وراءها، فإنها لن تزيدك إلا ضيقا ونكدا، توكل على الله، وأكثر من ذكر الله تعالى واستغفاره، وداوم على فرائض الله تعالى، وأكثر من دعائه أن يرزقك الرزق الحسن، فكل الأدعية التي تدعو بها مما تعبر بها عن حاجتك فإنها أدعية مطلوبة.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يفتح لك مغاليق الأمور.