عندي نوبات هلع متواصلة، وأخاف من الموت.

0 21

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم جهودكم على هذا الموقع الرائع.

بداية حالتي منذ 3 شهور، استيقظت على دقات قلب سريعة، وكنت أعاني من نوبات هلع على فترات طويلة لمدة 5 سنوات، ولكنني لم أعيرها اهتماما "تعودت"، ثم اعتقد أنها نوبة هلع، ولكنها لم تذهب.

ذهبت للمستشفى ووجدوا ضغطي أقل من 90/60 بقليل، وطلب مني الطبيب تحليلا للأنيميا، وكانت النتيجة 9 لأول مرة يحدث ذلك، مهما كنت في وعكات صحية كان دائما 11، فأصبحت أغير من نمط حياتي، حيث كنت أنام في النهار وأستيقظ في الليل، وأكلي قليل.

أصبحت آكل كثيرا وأستيقظ باكرا، وحللت مرة أخرى فارتفع لنسبة 12، كان مجرد سوء تغذية، ولكن أصبحت تأتيني نوبات هلع بالإحساس ذاته عندما كان الضغط منخفضا، وأصبح لدي هوس بالضغط، حيث أنني بعد دخولي للمستشفى تذكرت معاناتي مع أبي في السنتين الماضيتان حتى توفاه الله، ولم أدخل المستشفى بعدها أبدا.

ثم أصبح يأتيني الهلع 3 مرات يوميا لمدة أسبوعين حتى استنفذت قواي، وأصبحت لا أنام الليل، وفي يوم استيقظت أستفرغ ولا أستطيع الأكل، وهناك نبض في بطني، وبعد الكشفت أجريت عدة تحاليل كاملة كانت كلها سليمة.

ذهبت لأكثر من طبيب مختص والكل يخبرني أنها حالة نفسية، حتى أصبحت أهدأ من نفسي، وشعرت بالملل من حالتي فتحسنت قليلا، ولكنني قررت الذهاب لطبيب نفسي لأخبره بأن لدي إرادة بدون أدوية، لكنه أصر على العلاج، وكتب لي ريستلام وأوكتازاك وغيرهم.

الآآن أستيقظ مفزوعة فقط دون بقية اليوم، ووزني 48 كلغ، وكان 59 كلغ، وضغطي لا يرتفع عن 100/70 رغم أنني آكل، وقدماي دائما ترتجفان ويهتز جسدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رضوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

حالتك واضحة جدا وبسيطة جدا بالرغم من أنها مزعجة، لكن الذي حدث لك هو بالفعل نوبات هلع، ولديك خلفية من قلق المخاوف، وقلق المخاوف يعتبر أحد العوامل المرسبة لأن تحدث للإنسان نوبات الهلع والفزع، وكثيرا ما تحدث أيضا نوبات وسوسة أو نوع من الأفكار الوسواسية.

خلاصة الأمر يمكن أن نسميه أنها حالة من حالات قلق المخاوف الوسواسي من النوع البسيط، مع وجود نوبات الهلع كجزء جوهري في هذه الحالة.

أول خطى العلاج هي أن تفهمي أن حالتك بسيطة، بالرغم من أنها مزعجة -كما ذكرت لك- والتجاهل هو أحد المبادئ العلاجية الرئيسية، والتخلص من الفراغ وملء الوقت بصورة صحيحة وإدارته بصورة أفضل ونافعة هي أحد الأسس العلاجية المهمة جدا.

كما أن ممارسة الرياضة وكذلك تمارين الاسترخاء على وجه الخصوص -تمارين التنفس المتدرجة وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها- تعتبر علاجات رئيسية، فيجب أن يدربك الطبيب النفسي أو الأخصائية النفسية الموجودة معه على تطبيق تمارين الاسترخاء، وكيفية التجاهل لهذه الأفكار، فمن خلال التأمل وما يسمى بالاستغراق الذهني الإيجابي يستطيع الإنسان أن ينقل نفسه من فكر سلبي إلى فكر إيجابي.

أرجو أن تطمئني تماما -أيتها الفاضلة الكريمة- والنواقص البسيطة في صحتك الجسدية كالإصابة بالأنيميا، الحمد لله هذا تم تصحيحه، وكما تلاحظين أن مجرد تغيير نمط حياتك وجعله نمطا إيجابيا هذا عاد عليك بخير كثير فيما يتعلق بصحتك الجسدية، فتجنب السهر والتغذية السليمة كان له عائد علاجي إيجابي جدا.

بالنسبة لانخفاض ضغط الدم: أرجو ألا يشغلك، أنت خفيفة البنية وهذا أحد الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، والأمر ليس خطيرا، أنا أرى أنك يمكن أن تتناولي بعض الأطعمة المالحة -كالزيتون، والأجبان، والبسكوت المالح- هذه -إن شاء الله- تساعدك كثيرا.

أنت -الحمد لله- لديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، لديك المهنة المحترمة، وإن شاء الله توجد إيجابيات أخرى كثيرة، فيجب أن تبني على هذا للتخلص من القلق والتوتر والوسوسة والمخاوف.

لا تنفري من العلاج الدوائي، العلاج الدوائي هو أحد مكملات العلاج الرئيسية، لأن القلق والفزع والهرع والمخاوف والوسوسة من حيث السببية نراها متعددة الأسباب، ولذا يجب أن يكون العلاج متعدد الأبعاد، نحن تكلمنا في الجوانب النفسية، وتكلمنا في الجوانب الاجتماعية، وحتى الجوانب الإسلامية مهمة بالمناسبة: الإنسان يحرص على العبادات، وعلى الصلاة في وقتها والدعاء والذكر وتلاوة القرآن، هذه كلها دعائم.

بقي بعد ذلك الجانب أو البعد البيولوجي، وهو الدواء، الدواء مهم جدا، ويجب أن تتناولي الأدوية حسب ما نصحك به الطبيب، -وإن شاء الله تعالى- سوف تساعدك كثيرا في اكتساب الوزن، وينتهي القلق والتوتر، وتكتمل صحتك -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات