السؤال
السلام عليكم.
في البداية نشكركم على ما تقدمونه، وعلى اهتمامكم بالمجتمع وإرشاده للأفضل.
أنا من الجزائر، عمري 29 سنة، أعاني من الرهاب والذي يتسرب إلي عندما أكون في أوقات العمل، بالتحديد في جلسة شهرية عندما أكون مع المدير والعمال، ويكون هناك تبادل في الحوارات والأفكار.
أشعر بالخوف والرهبة وزيادة نبضات القلب عند الكلام، فقررت أن أشارككم مشكلتي لإعطائي الدواء عند اللزوم أي قبل الجلسة، ويكون في تلك الفترة فقط، ويكون الدواء بدون أعراض؛ لأنني متزوج وأخاف أن يؤثر على العلاقة الجنسية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ واصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على مشاركتك هذه، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي: لا أرى أنه لديك مشكلة رهاب أو مخاوف حقيقية، الذي تعاني منه هو نوع من قلق الأداء البسيط، ومرتبط حقيقة بوضع اجتماعي معين، ولا أعتقد أنه وصل لدرجة الرهاب.
الإنسان حتى ينجز ويكون أداؤه إيجابيا لابد أن يقلق بعض الشيء، حين يقدم على أشياء مهمة خاصة العمل، لكن هذا القلق يجب ألا يستمر لفترة طويلة، ويجب أن يتحول إلى قلق إيجابي إنتاجي.
أخي الكريم: أرجو أن تتجاهل هذه الظاهرة تماما، وحين تذهب إلى هذه الاجتماعات لابد أن يكون لديك تصورا إيجابيا حول نفسك، فأنت الحمد لله لست أقل من الآخرين، والإنسان هو الإنسان أيا كان وضعه أو وظيفته أو مقامه، وأنا أؤكد لك أن لا أحد يراقب أداءك، هذا شيء مهم جدا.
ودائما البدايات الإيجابية في بدايات الاجتماع مهمة، أن يحيي الإنسان الناس التحية الطيبة الجميلة، وأن يلاحظ الإنسان لغة جسده، وكذلك تعابير وجهه، ونبرة صوته، هذه تعطي الإنسان ثقة أكثر.
فأرجو ألا تنزعج لهذا الأمر، وأريدك أيضا أن تلجأ لما نسميه بتمارين التعرض في الخيال، مثلا: تصور أنك في المسجد تريد الصلاة، وفجأة تأخر الإمام وطلب منك الناس أن تصلي بهم، هذا موقف اجتماعي كبير، وهذا قد يحدث أخي الكريم. تصور أيضا أنك في مكان العمل هذا، وطلب منك أن تنيب عن رئيس دائرتكم لتقدم موضوعا معينا، أو تقود اجتماعا معينا، ... وهكذا.
إذا أضع نفسك – يا أخي – في هذه المواضع والمواقف في الخيال، والتعريض المستمر في الخيال يجعل الإنسان دائما في حالة الانبساط والانسياب الفكري الإيجابي حين يواجه مواقف تتطلب شيئا من التحفز والقلق.
أخي: تمارين الاسترخاء مهمة جدا، تمارين التنفس التدرجي، الشهيق العميق، ويكون عن طريق الأنف، ويجب أن يستغرق سبع إلى ثمان ثوان، يعقبه بعد ذلك حصر أو مسك الهواء في الصدر لمدة أربع ثوان، ثم تخرج الهواء بكل قوة وبطئ عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يستغرق أيضا سبع إلى ثمان ثوان. كرر هذا التمرين – يا أخي – وأنت في حالة سكون وهدوء، إما على كرسي مريح أو على السرير، وأغمض عينيك قليلا، وافتح فمك قليلا، وتأمل في شيء طيب وجميل. هذه التمارين مفيدة جدا، حاول أن تطبقها وتستفيد منها أخي الكريم.
بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم، أبشرك بأن عقار (إندرال) والذي يعرف علميا باسم (بروبرالانول) وهو أحد كوابح البيتا التي تتحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي، ويعرف أنه عند المواجهات يفرز لديهم الأدرينالين بكميات كبيرة مما يجعلهم في حالة من الشعور بالخوف وتسارع في ضربات القلب، الإندرال يوقف هذا تماما دون أن يؤثر سلبيا على صحتك، فيمكنك – أخي الكريم – أن تتناوله بجرعة عشرين مليجراما ساعة قبل هذه اللقاءات.
وإن أردت أن تجرب الإندرال أيضا بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر مثلا، ثم تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عنه؛ هذا أيضا سوف يكون دعم علاجي ممتاز.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.