السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مشكلتي هي كالتالي:
عندي مشكلة في النطق بحيث أعاني من التأتأة ولا أستطيع إخراج بعض الأحرف، وأيضا لا أستطيع التكلم بقوة، لا أعرف لماذا؟؟ ربما لأنني خجول، أفيدوني رحمكم الله ماذا علي أن أ فعل؟ إني حيران حتى القراءة لا أستطيع أن أقرأ لصعوبة النطق عندي لبعض الحروف.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yacine حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التأتأة أو صعوبة النطق توجد وسط الذكور أكثر من الإناث، كما أنها توجد في بعض الأسر دون غيرها، وهي لا تدل على وجود خلل عضوي في مركز الكلام أو مركز النطق، وربما يلعب الجانب النفسي فيها دورا كبيرا.
للتخلص من التأتأة أولا: لابد للإنسان أن يثق بنفسه الثقة الكاملة حين يخاطب الآخرين، كما أنه من الضروري جدا أن لا تعتقد أن الناس تراقبك بشدة خاصة حين تتكلم .
بما أنك تعاني من صعوبة في نطق بعض الأحرف، أرجو أن تحدد هذه الأحرف، ثم تتخير كلمات تبدأ بها هذه الأحرف، على أن تختار مثلا لكل حرف عشرين كلمة، ثم تبدأ في تكرار هذه الكلمات وبصوت مرتفع وأنت جالس لوحدك، ويمكنك أيضا أن تسجل هذه الكلمات وأنت تتفوه بها أو تنطقها بصوت مرتفع، ثم تعيد الاستماع إليها، وسوف تجد إن شاء الله أن أداءك قد أصبح أكثر تحسنا.
أرجو أيضا أن تحاول دائما أن تتواصل مع الناس عن طريق البصر والنظر إليهم، أي لا تتجنب النظر إليهم في وجوههم حين تخاطبهم، كما أنه من المستحسن دائما أن تتكلم ببطء، ولابد لك من محاولة الاسترخاء، وقد اتضح أن معظم الذين يعانون من التأتأة لديهم نوع من الشد في عضلات الفك، وعليك من أجل استرخاء هذه العضلات أن تجلس وتحرك رأسك إلى أقصى اليمين وببطء، ثم تحركه إلى أقصى اليسار مع التوقف في الوسط لمدة قليلة .
كرر هذا التمرين عدة مرات، وهنالك تمرين آخر، وهو أن تستلقي في مكان هادئ، وتأخذ نفسا عميقا -أي شهيق عن طريق الأنف-، ولابد أن يكون هذا التنفس ببطء، وتحاول أن تجعل الهواء يتجمع في صدرك مع ارتفاع البطن، ثم بعد ذلك تقوم بعملية الزفير بنفس المستوى -أي بالقوة والبطء- ولكن تخرج الهواء في هذه المرة عن طريق الفم.
كرر هذا التمرين عدة مرات.
هنالك أشياء أخرى لإزالة القلق والتوتر، ومنها تنظيم النوم، وأخذ الراحة اللازمة.
سوف تستفيد أيضا من قراءة القرآن بصوت مرتفع، ويمكنك أن تركز على الكلمات التي تجد فيها صعوبة، وتكررها عدة مرات .
هنالك أيضا بعض العلاجات الدوائية، وهي تشمل الأدوية التي تستعمل في علاج القلق، ومن هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم فلونكسول، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف مليجرام أي حبة واحدة في اليوم، لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى حبة صباحا ومساء، وتستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تخفضها إلى حبة واحدة وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر .
هنالك دواء بديل للفلونكسول، يعرف باسم هلوبريدول (Haloperidol) دلت بعض الأبحاث على أن هذا الدواء يفيد في حالات التأتأة، ولكن لابد أن تتناوله بجرعة صغيرة، وهذه الجرعة هي نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة أي نصف مليجرام في اليوم لمدة شهرين.
ختاما: أرجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن لا تتجنب الاختلاط بالآخرين، وأن تسعى لأن تكون مسترخيا في وقت الكلام، وأن لا تستعجل النتائج، فالتحسن إن شاء الله سوف يأتي، وهو تحسن تدريجي، ومهما كان بطيئا ستجد في نهاية الأمر إن شاء الله أنك قد تحسنت كثيرا، وقد زالت عنك هذه العلة .
وبالله التوفيق.