أريد الترويح عن نفسي بالرياضة وأمي تعارض ذلك!

0 38

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله عنا خيرا.

أنا سيدة أحاول ألا أعصي ربي أبدا، وألا يراني حيث لا يرضى، أو على هيئة لا يرضاها، وحيث إن ظروفي وعملي يتعبانني أحاول الترويح عن نفسي بممارسة الرياضة، وملء كل وقتي بما يفيد من مطالعة إلى حفظ إلى أمور البيت، ولا راحة لي وفراغ أبدا.

غير أن هناك مشكلتين أحسن معهما بالذنب دائما:

الأولى: أنني أنزع حجابي خلال ممارستي الرياضة، علما أن معنا أجنبيات غير مسلمات، فهل علي من ذنب؟

والثانية وهي الأعوص: أن والدتي لا يروق لها أن أروح عن نفسي، هذا ما أحسه على الأقل، وهي ليست راضية عن ذهابي للرياضة، وهذه حقيقة تؤلمني، وأشرح لها مرارا أنها الوسيلة الوحيدة التي أنفس بها عن نفسي وأتناسى بها همومي ووحدتي، ولست أبدا أغفل عن ربي بل أراقبه وأذكره باستمرار، ولست أقصر في شيء، وهذا ما أحاول فعله باستمرار، ومع ذلك أحس أن أمي تود لو أعمل وأعود مباشرة للبيت ولا يهم أي شيء آخر، وأنا بقدر ما أحرص على إرضاء أمي أحتاج للرياضة، فمادا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حامدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يرزقك بر والديك.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإليك ما يلي:

1- بالنسبة لسؤالك الأول: فما دامت الرياضة ليس فيها تعر للجسد، وليس يراكم أحد من الرجال فلا مانع من نزع الحجاب أمام غيرك من النساء، حتى ولو كن غير مسلمات، بشرط ألا تنزعي غيره؛ لأنه لا يجوز للمسلمة أن تخلع ثيابها خارج بيتها، لما ورد في ذلك من الوعيد الشديد الذي حذر به النبي صلى الله عليه وسلم، فلا بد أن يكون مكان اللعب مستورا لا يطلع أحد من الرجال عليه، وألا تخلعي أكثر من الحجاب فقط.

2- وأما بالنسبة للسؤال الثاني: فأرى أن تحاولي إقناع والدتك بهدوء ورفق ولين بأهمية الرياضة بالنسبة لك، واسأليها عن سبب عدم رضاها، وحاولي بيان الأمر لها وإزالة مخاوفها، ولا مانع من التوسط في الأمر، كأن تلعبي بعض الأيام وتتركي بعضها إكراما لها، وحرصا على مراعاة مشاعرها وكسبا لودها ورضاها؛ لأن المسألة هنا ليست مسألة حقي وحقك، وأن من حقي أن أمارس الرياضة وأنني لا أقصر في حق أمي وبيتي، ليست المسألة من هذا الباب، إنما الحرص على إرضاء الوالدة وإدخال السرور عليها وإسعادها لا يقدر بثمن حتى وإن كانت وجهة نظرها غير مبررة أو غير مقنعة.

لذا أرجو الحرص على إسعادها وإكرامها، ولو اقتضى الأمر إلى التخفيف من الرياضة أو إلغائها تماما ما دامت لن ترضى إلا بهذا، فحاولي معها وتوسطي في الأمر، وعلى قدر حرصك على إسعادها سيكون إكرام الله لك ورضاه عنك في الدنيا والآخرة.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات