السؤال
السلام عليكم.
أعاني من وسواس الحمل، وأنا غير متزوجة، ولم يمسني أحد، ولقد كرهت صور الحمل بسبب هذا الخوف، وصرت أتخيل أن أحدا عمل معي علاقة جنسية، وأخاف أن أحمل بسبب هذا التخيل، لكن سألت الدكاترة في المواقع، قالوا إنه لا يحدث الحمل هكذا.
ولكن الفكرة لا تذهب مني، ومما زاد خوفي بسبب أن صار معي الآم الثدي، ومغص، ونزلت قطرات دم طفيفة اللون، والكمية، وجهة اليسار تؤلمني من البطن والظهر، ونغزات بطن والصدر، وأقول لنفسي طالما لا يوجد أحد يلمسني فلا خوف من ذلك.
والعجيب أنه تظهر تغييرات في صدري وبطني؛ فأرجع وأقول أن هذه أعراض حمل، لكن أنا أعاني من فقر دم أيضا، وكل ما يأتي ويقترب مني موعد الدورة أعيش في حالة خوف من أنها قد تأتي، وقد لا تأتي.
ما هو الحل؟ وهل يحصل حمل من التخيلات الجنسية والوسواس؟ وكيف أعالج هذا الشعور، كيف أتجاهله وأتخلص منه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Auau حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
استشارتك مهمة جدا، لأن حالتك بالفعل حالة تستحق الشرح والمساعدة الطبية.
هذا نوع من الوسواس يصيب بعض الفتيات، وهذا الوسواس قد يصل لمرحلة الظنان المطبق، أي أن تعتقد الفتاة أو المرأة بأنها بالفعل حامل، وتظهر عليها إشارات حمل، وهو بالفعل وبالطبع حمل كاذب ولا شك في ذلك، وشاهدت أنا هذه الحالات، وفي بعض الأحيان تكون معقدة جدا، لكن في نهاية الأمر العلاج ممكن وليس بالصعب.
أريدك أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، مهم جدا مقابلة الطبيب النفسي، لأنك محتاجة لأدوية، محتاجة أحد مضادات الوساوس، ومحتاجة أيضا لأحد مضادات الذهان بجرعة صغيرة.
مضادات الوساوس يكون الدواء الأفضل هو عقار (بروزاك) والذي يسمى علميا (فلوكستين) وجرعة البداية هي عشرين مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى أربعين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تكون عشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أما الدواء الآخر وهو الـ (رزبريادون)، تكون البداية واحد مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم اثنين مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم واحد مليجرام ليلا لمدة شهرين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.
هذه هي الأدوية المثالية التي تعالج هذه الحالة، لكن أنا لا أريدك أبدا أن تبدئي في تناول الأدوية لوحدك، حاولت أن أوضح لك الأدوية ليزداد عندك الشعور بالأمل، أن هذه الحالة سوف تعالج إن شاء الله تعالى تماما.
بجانب طبعا العلاج الدوائي أنت مطالبة بالتجاهل التام، وتحقيرها تحقيرا تاما، وصرف انتباهك إلى أشياء أخرى في الحياة، ولا تعطي أبدا مجالا للفراغ أبدا، لكن العلاج الأساسي العلاج الدوائي.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة أحسنت أنك قد طرحت هذه المشكلة علينا، وبما أنك صغيرة في السن نحن حريصين جدا على علاجك، وعلاجك بصورة صحيحة، فتحدثي مع والديك واذهبي وقابلي الطبيب، وأنا متأكد أن النتائج العلاجية سوف تكون رائعة جدا، ويمكنك التواصل معنا بعد أن تبدئي في تناول العلاج، وأنا متأكد أن المختص أيضا سوف يزودك ببعض الإرشادات النفسية المفيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.