أشعر أني ضعيفة وضائعة.. فكيف يمكنني التحسن؟

0 41

السؤال

السلام عليكم.

لا أعرف كيف أبدأ، ولكني لا أشعر أنني بخير، كل شيء أصبح لا يهم، وأريد بشدة أن أتحسن وأصبح بأفضل، فهذه حالتي منذ الصغر، وأريد أن يتم تقبلي بين الأطفال، وأريد أمي وعائلتي أن تحتويني، كبرت ومررت بظروف نفسية، تعبت وتساقط شعري، أبتعد عن الاختلاط بالناس لكثره تعليقاتهم بشعري.

كبرت ودخلت الجامعة، وبدأت حياتي الشخصية، تعرفت على شخص ولكني ابتعدت عنه بصعوبة بعد سنتين، كل ما أريده هو التقبل، وأريد الحب والحنان، بعدها تعرفت على شخص أعطاني مساحة الأمان، فزاد تعلقي فيه بفترة قصيرة، ووثقت فيه، وتقبلني وتقبل أسراري ومحيطي الشديد، وتقبل الرهاب الذي يتملكني، لكنه من دولة بعيدة، ومع ذلك تقطعني فكرة الفراق، فهذا الشيء لا يأتي في العمر إلا مرة واحدة، مع ذلك أشعر بوجع؛ لأنني كنت أربط سعادتي وقضاء الوقت الممتع بأشخاص لا يمكنني الحصول عليهم، أشعر بضعف، ولا أستطيع أن أذهب لمعالج نفسي؛ لأن التكلفة غالية، ولا أريد مشاركة شخص أعرفه خوفا من خيانة الثقة.

أشعر أنني ضائعة، وأريد التحسن من كل قلبي، وأريد الحب والشريك الذي يحبني، فكل ما أريده هو ذلك، تعبت من الهجران العاطفي، فكيف يمكنني التحسن؟ وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، نسأل الله أن يخرجك مما أنت فيه، وأن يعين الأسرة على القيام بواجبها تجاهك، وأرجو ألا تسجني نفسك أو تبتعدي من أفراد أسرتك، ونسأل الله أن يلهمكم جميعا السداد والرشاد.

أرجو أن تعلمي – ابنتي الفاضلة – أن بداية الطمأنينة وأن بداية الراحة بل الطمأنينة والراحة لا يمكن أن تنال إلا في الطاعة والإيمان والذكر، {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. ولذلك أول ما نوصيك به أن تصلحي ما بينك وبين الله.

ثانيا: تجنبي العلاقات خارج الأطر الشرعية، فهي لا تجلب سوى الأتعاب، وتجر وراءها الهموم والأحزان، ولذلك أرجو أن تقتربي من أسرتك، وتتحملي ما يحصل منهم، وإذا كان عندك نقص في الشعر أو يعيبون عليك فاعلمي أن الله ميزك بجوانب أخرى، وأعطاك أشياء جميلة أخرى، فاكتشفيها، واشكري الله عليها، ونمي نقاط القوة عندك، واستعيني بالله، واعلمي أن النقص يطاردنا، ونعم الله مقسمة، هذا يعطى شيئا ويحرم شيئا، فالكل يعطى أشياء ويحرم من أشياء، ونعم الله مقسمة، والسعيد هو الذي يعرف نعم الله عليه فيؤدي شكرها.

أكرر: هذه العلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية هي مصدر التعب، وهي مصدر اليأس، وهي غير مأمونة، ولا يمكن للإنسان أن يسعد بمعصيته لله تبارك وتعالى. ابحثي عن الأمان مع أسرتك، ابحثي عن الأمان مع معلماتك الصالحات، ابحثي عن الأمان مع صديقات يذكرنك بالله إذا نسيت ويكن عونا لك على طاعة الله إن ذكرت، واعلمي أن الإنسان حيث يضع نفسه.

ولا مانع من زيارة معالجة نفسية، ولكن أنت الطبيب الأول لنفسك، لتستمعي للإرشادات، وتستمعي للتوجيهات، لكن ما ينبغي أن تجعلي التركيز على غيرك، فالسعادة تنبع من داخلنا، والتي كتبت هذه الأسطر تستطيع أن تفعل الكثير، لأن الاستشارة مرتبة، ودليل على أن لك قدرات عالية، وأنك تفهمين فيما أنت فيه، بالتالي أرجو ألا تعطي أسرارك لمن لا يستحقها، وحاولي أن تكوني مع أسرتك، فهم مع ما فيه من نقص ونقد لك إلا أنهم هم الأولى وهم دائرة الأمان بالنسبة لك.

وابحثي في العمات وفي الخالات من يمكن أن تناصرك وتعينك، وتواصلي أيضا مع الداعيات والصالحات، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات