أعاني من خوف وقلق وأحس بأني سأموت.

0 34

السؤال

السلام عليكم

منذ حوالي 4 أشهر توفي زوجي بمرض سرطان دماغي، وقد عانى من الألم والتشنجات لمدة سنة كاملة، وكل هذا أمام نظري، أحس بأني أصبحت كثيرة التفكير فيما حدث له وما وصل إليه، لدرجة أني بعد وفاته في بعض الأحيان أذهب للمرآة أنظر لنفسي، أتفحص عيوني وفمي وأنا خائفة.

لدي 3 أطفال، ولكني أعيش ظروفا مزعجة نفسيا، وضغوطات من الأشخاص حولي.

أصبحت خائفة، دائما أفكر بالموت، ولا أحس براحة ولا استمتاع بشيء، دائما متعبة، رأسي يؤلمني، أحس بأني شخص ليس لديه القوة على الرغم من أني موظفة، وأمارس عملي على أكمل وجه، وأولادي موفقون -ولله الحمد-، لكن مشكلتي في الأشخاص الذين من حولي.

كما أن البارحة زاد الكلام، وبسبب كثرة الخوف والعصبية أصابني تسارع في ضربات القلب، وخدر بالأطراف، وأصبحت أحس بأن جسمي ثقيل لا أقوى على شيء، ومن شدة الخوف اعتقدت بأني سأموت،
ونقلوني للمستشفى، ووجدوا أن لدي توترا في ضربات القلب، ولكن إنزيم القلب والتحاليل الخاصة به جدا ممتازة ولله الحمد، ما عدى مخزون الحديد الذي أخبرني عنه الدكتور بأن فيه نقصا، وأني بحاجة لإبر وليس أقراص حتى يرتفع المخزون.

ومنذ البارحة وحتى اليوم وأنا خائفة جدا وأفكر، هل من الضروري أن آخذ الإبر؟ وهل لها أضرار؟
هل ما أنا أعاني منه مجرد حالة نفسية بسبب الأحداث التي مررت بها؟ أم أنها حالة مرضية تستدعي العلاج؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لزوجك الرحمة والمغفرة، وجزاك الله خيرا على الوقوف بجانبه، وإن شاء الله تعالى التعب الظاهري للإنسان ليس دليلا على أنه مصاب بمرض ما أبدا، والإنسان تحت رحمة الله تعالى، فقومي بما هو مطلوب الآن، وهو أن تكثري من الدعاء له، وأن تصلي من كان يصلهم، وأن تحرصي على تربية أولادك بالصورة السليمة، وبفضل من الله تعالى هم من المتميزين ومن المتفوقين.

أيتها الفاضلة الكريمة: الذي أصابك هو نوع من نوبة الهلع أو الهرع، وكما تفضلت لديك قلق حول الموت والخوف من الموت، وهذا أمر مفهوم لأنك كنت بجانب زوجك، وهو مر بظروف صحية في ظاهرها صعبة، ومن الطبيعي أن يكون هنالك نوع من التأثير الإيحائي والتماهي النفسي الذي حدث لك.

أسأل الله تعالى له الرحمة، وعليك أن تكثري أيضا من الاستغفار، واحرصي على صلواتك، وعيشي الحياة بقوة، عيشي قوة الآن، الحمد لله لديك العمل، أكثري من التواصل الاجتماعي، حاولي أن تتجنبي النوم النهاري، مارسي الرياضة، مارسي بعض التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس المتدرجة من أفضل أنواع العلاجات الجيدة لنوبات الهلع والهرع.

وموضوع نقص الحديد سوف يعالج، ليس هنالك أي مشكلة. إبر الحديد سليمة جدا ومفيدة جدا وليس لها أي ضرر حقيقة، وإذا أردت أن تتناولي الحبوب فربما تمتد مدة العلاج أطول، لكن في نهاية الأمر أيضا سوف يرتفع مخزون الحديد.

أسأل الله لك العافية، وأنا لا أراك أبدا مريضة حقيقة، أنت تعانين من ظاهرة، وإن شاء الله تعالى سوف تختفي كل الأشياء التي تضايقك.

بالنسبة للتعامل مع الأشخاص الذين حولك: حاولي دائما أن تقبلي الناس كما هم لا كما تريدين، وتعاملي مع الناس من خلال أخلاقك أنت، وليس من خلال أخلاقهم. هذه مبادئ عامة في التعامل مع الآخرين، ولا شك أن الناس أيضا فيهم من هو طيب، وفيهم من هو جيد، وفيهم من هو متفهم، فلا تنزعجي أبدا إذا حدثت بعض السلبيات من جانب بعض الأشخاص.

هذه هي النصائح التي أود أن أنصحك بها، ولا أراك في حاجة لعلاج نفسي، على الأقل في هذه المرحلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات