السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في العشرينات من عمري، لدي مشكلة نفسية، لا أعرف ما الحل لها.
أنا إنسان وحيد ومنعزل، وليس لدي أصدقاء مقربين، طوال فترة حياتي أعتمد على والدي في الحياة والمعيشة والتكفل بأمور البيت.
في فترة ذهبت أمي في رحلة سفر للعلاج مع والدي، وبقيت أنا وإخوتي، وبعد مرور أيام شعرت بضيق شديد وخوف مرعب من الوحدة وهدوء البيت، كأن البيت ميت لا أحد يعيش فيه..
أخرج من البيت للمسجد أو لقضاء حاجياتي، أشعر بهلع وخوف وكأني أعيش وحدي في العالم، لا أحد يعرفني ولا يسلم علي، وعندما أعود للبيت يهدأ خوفي، جلست أفكر كيف سأعيش لو قدر الله ومات والدي؟ كيف سأحل مشكلات البيت؟ كيف سأتصرف؟ وكيف سأعيش وكيف سأتوظف؟ وأنا لا أعرف أحدا كنت سأجن من كثرة التفكير..
جلست في المسجد أدعو الله أن يحفظهما ويطيل في عمرهما، وأن يطرد الخوف من قلبي حتى لا أقع في مصيبة.
بقيت هكذا حتى عودة والدي من السفر، وشعرت براحة كبيرة، وأمان وهدأت نفسيتي، خاصة أن والدي هم نور البيت، وهم من يربط علاقتي مع أقاربي، ومن يفتح الحوارات مع إخوتي، ويدخل السعادة والبهجة للبيت.
فهل يوجد حل ونصيحة تقدموها، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا
يبدو أن مهاراتك الاجتماعية بحاجة إلى تطوير، ولا نظن أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي والخوف من التجمعات، لأنك أشرت إلى أنك تذهب لقضاء الحاجيات، كما أنك ذهبت إلى المسجد، وهذا يقتضي الاختلاط بالآخرين والاحتكاك بهم، وعليه فلا داعي للقلق من موضوعك، ولكن عليك باتخاذ خطوات عملية لتحسين مهرات التواصل مع الآخرين، على سبيل المثال:
- التواصل مع أفراد عائلتك وأرحامك بصفة مستقلة، وليس عن طريق والدك أو والدتك.
- المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد؛ فهذا أعظم علاج لأي مخاوف من الآخرين.
- الاهتمام بتنويع الأنشطة والاهتمامات، مثل الخروج إلى نزهة مع أصدقاء او حتى مع عائلتك في حال عدم توفر الأصدقاء، أو الخروج للمشي، أو عمل أمور نافعة تقتضي مشاركة مع الآخرين.
- الحرص على استلام بعض المهام والمسؤوليات التي كان يقوم بها والدك، رغم أنك استلمت بعض المهام أثناء سفره، لكن بعد عودته حاول أن تتفق معه على أن تقوم أنت ببعض المهام، مثل جلب أغراض البيت من السوق.
- لو زادت عليك الأعراض يمكنك زيارة أخصائي نفسي لفحص حالتك النفسية.
- لا غنى عن التعلق بالله تعالى واستمداد الثقة منه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.