السؤال
السلام عليكم.
شخص ضحك على فتاة، وأوقعها بحبه، وقام معها بأعمال مخلة على أساس الزواج منها لاحقا، وبأنه لن يتركها أو يتخلى عنها طوال حياته، وعندما علمت زوجته بعلاقته بهذه الفتاة أنكر معرفته بالفتاة، فما حكم الدين في هذا؟
السلام عليكم.
شخص ضحك على فتاة، وأوقعها بحبه، وقام معها بأعمال مخلة على أساس الزواج منها لاحقا، وبأنه لن يتركها أو يتخلى عنها طوال حياته، وعندما علمت زوجته بعلاقته بهذه الفتاة أنكر معرفته بالفتاة، فما حكم الدين في هذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
ينبغي أن تعلمي – أيتها البنت الكريمة – أن الله سبحانه وتعالى بحكمته ورحمته شرع لنا آدابا، وأرشدنا إلى التزامها والتحلي بها، ومن ذلك الأحكام والآداب المتعلقة بعلاقة المرأة بالرجل الأجنبي عنها، وهذه الأحكام والآداب المقصود منها حماية الفتاة والحفاظ عليها، وتجنيبها الوقوع فيما لا تحمد عاقبته، وتحذيرها من أن تقع فريسة سهلة للذئاب البشرية، فأرشد الله تعالى المرأة إلى ألا تتكلم مع الرجال الأجانب بأي كلام يثير الغرائز، أو يوقع في فتنة الرجل بالمرأة، فقال سبحانه وتعالى: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.
وأوجب على المرأة الحجاب، فقال سبحانه وتعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}.
وحرم الرسول صلى الله عليه وسلم على المرأة أن تختلي برجل أجنبي، وأخبر بأنه إذا اختلى الرجل بالمرأة كان ثالثهما الشيطان.
وحرم على المرأة أن تمس الرجل الأجنبي عنها، وحرم على الرجل أن يمس المرأة الأجنبية عنه.
كل هذه الأحكام والآداب إذا التزمت فإنها حافظة للفتاة، ومانعة لها من الوقوع في أيدي الخبثاء من الناس. فإذا فرطت الفتاة في هذه الآداب وتجاوزت حدود الله تعالى ثم وقع لها ما تكره فينبغي أن تعاتب نفسها وأن تحاسب نفسها على ذلك، وأن تتوب إلى الله تعالى أولا التي تجاوزت حدوده وعصت أمره، ليتوب عليها، وإذا تاب عليها فإنه سبحانه وتعالى قادر على إسعادها وسوق الخير إليها.
وأما حكم هذا الرجل الذي خدعها وغرها وفعل معها لا يجوز فعله من الحرام، فإنه مسؤول عن عمله، وسيجازيه الله تعالى به، وهو بلا شك قد ارتكب محرمات، ولكن ما وقع على هذه الفتاة كان بإرادتها، ولم تجبر عليه، ولذلك عليها أن تعاتب نفسها، وألا تحمل المسؤولية غيرها، وأن تسارع بالتوبة إلى ربها والرجوع إليه، فهذا هو الخير لها والنافع.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يقدر لها الخير.