خوف وقلق وارتباك عند المعاملات اليومية، فكيف أتخلص من ذلك؟

0 21

السؤال

السلام عليكم.

تعودت منذ صغري ألا أخرج من المنزل، وكنت معروفا بشدة خجلي، ثم قبل 4 سنوات تقريبا بسبب الحرب في بلادنا نزحنا، وهناك بدأت أدخل الحياة المجتمعية، ومع الزمن صار لدي ثقة بنفسي، وإصرار، ثم ذهبنا لبلد آخر، وهناك أبقى في المنزل ولا أخرج منه أبدا، ثم ذهب أخي ليدرس الجامعة في بلد آخر، فصار عاتقي أكبر، فبدأت الخروج كثيرا، والتعلم من الناس رغم أن عمري كان فقط 12 عاما، كنت أفعل أشياء لا يفعلها إلا من عمرهم 20 عاما، ولكن جاء وقت كنت فيه ملازما للمنزل لا أخرج منه أبدا، فلا أعلم كيف ذهب الوقت، ولم أكن أذهب للمدرسة بسبب مشاكل في الشهادات وهكذا.

التحقت بالمعهد، وكنت أنا أصغر طالب هناك، ولم أكن أتكلم مع أحد إلا نادرا، ولكن في تلك الفترة تولد لدي الخوف، والارتباك، والقلق من كل شيء، فمع عدم وجود علاقات اجتماعية صارت لدي أيضا تلك الأعراض وحتى الآن وأنا أتعذب وأقهر من كل ذلك، فعند المعاملات أقلق وأتأسف على حالي الذي كنت فيه من قبل وحالي الآن.

قبل مدة بسيطة اهتديت -والحمد لله-، وصرت لا أؤخر الصلاة، صحيح أنني في الدين جيد -والحمد لله- ولكن في العلاقات الخارجية لست كذلك، فعندما كنت صغيرا (12 عاما) وتعلمت العلاقات لم يكن لدي قلق من القادم، ولكن الآن لدي قلق من المدرسة، ومن الجامعة، ومن الشغل، من كل شيء، رغم أن البعض يقول لي: لا داعي لكل ذلك وأنت بهذا العمر، وكذلك أنا مثل العسكري فعندما يقول لي أحدا أصلح كذا أفعل الأمر مع قلق وارتجاف في اليدين، وهذه هي المشكلة الأساسية، فعندما يقولون لي أفعل كذا كيف أتصرف وكيف أشعر بالثقة في نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لا شك أنك خضت تجارب كثيرة في مرحلة الطفولة، فهنالك عدم استقرار واضح، لكنه كان بسبب ظرف الحرب، والمشاكل التي تطال عددا كبيرا من الناس لا نعتبر أن أثرها النفسي سيكون سلبيا دائما، لأنه لن تكون هنالك شخصنة للأمور، إنما ينظر للتأثير الإيجابي أو التأثير السلبي للحدث من المنظور الاجتماعي، أي أن الأمر قد طال الكثير من الأسر.

أيها الفاضل الكريم: بخلاف ما تراه عن نفسك أنا أرى أنه لديك مصادر قوة كثيرة، أرى أن شخصيتك شخصية منضبطة، وهذا أمر جيد جدا، نعم لديك الكثير من المخاوف والقلق، لكنها إن شاء الله كلها عارضة، وهذا القلق وهذا الخوف إن شاء الله تعالى يتحول إلى قلق إيجابي.

وعلماء السلوك يحتمون على أن الإنسان يجب أن يعيش قوة الآن، لا تعش في قلق حول المستقبل، المستقبل بيد الله تعالى، وما دمت قد استفدت من حاضرك فمستقبلك سوف يكون مشرقا جدا بإذن الله. ولا تعش في الماضي، الماضي فيه الهفوات وفيه الكثير من عوامل الضعف، المهم هو الآن، الآن أنت مدرك لأهمية التعليم، ولذا يجب أن تعطي هذا الأمر حقه، ويجب أن يكون همك الأساسي.

ويمكن أن تزيد رغبتك من خلال: تنظيم وقتك، وأهم خطوات تنظيم الوقت هي: أن تنام ليلا نوما مبكرا، أن تتجنب السهر، تجنب السهر يجعل الإنسان يستيقظ مبكرا، وبعد أداء صلاة الفجر يمكن أن تقوم بأشياء كثيرة، منها المذاكرة لمدة ساعة، وهذا وقت قيم جدا، فيه الكثير من الخير والبركة، وقد ورد في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، وقال: (بورك لأمتي في بكورها)، وتركيز الإنسان في هذا الوقت المبكر من اليوم يكون في أحسن حالاته، ويكون الاستيعاب والفهم في أفضل درجاته.

فتنظيم الوقت مهم، ومهم جدا، وأنا أرى أن كفاءتك الاجتماعية جيدة، بالرغم من اعتقادك أنك لست باجتماعي، ودائما في نوع من الرهبة.

طور نفسك من خلال الحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، ومارس رياضة جماعية ككرة القدم، هذه تفيدك جدا. ولا شك أنك سوف تبني صداقات ممتازة وفاعلة من خلال التعرف على الشباب الصالحين.

أنت إنسان الحمد لله تعالى بالرغم من صغر سنك – كما تفضلت – إلا أنه لديك طاقات كثيرة، (طاقات فكرية، طاقات معرفية، طاقات نفسية، طاقات عاطفية، طاقات جسدية)، هذه كلها يجب أن توظفها لتصلح حالك، وتحقر كل هذه الأفكار السلبية، وتنظم وقتك، وكما قلت لك: حسن إدارة الوقت تعتبر من الركائز الأساسية والمهمة جدا لنجاح الإنسان، وهذا هو المطلوب منك.

أنت لا تحتاج لأي علاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات