كيف أعود إلى إيماني القديم وأثبت على قيمي؟

0 35

السؤال

السلام عليكم

أولا: أود أن أشكركم بشدة، لقد نفعني الله بكم نفعا شديدا منذ أكثر من سنة، وأسأل الله العظيم أن يكرمكم بجنته.

مشكلتي هي أنني منذ أكثر من سنة استقمت -والحمد لله- وتحولت حياتي من الضنك والشقاء إلى حياة جميلة هنيئة مليئة بالنجاح، ولكن منذ ستة أشهر تغير حالي، لست كما كنت عليه، كنت أقوى إيمانا، وأشد ثباتا، وأكبر رغبة بالقرب من الله تعالى، ولكن انتكست منذ عدة أشهر بسبب أصدقاء السوء، فكيف أعود إلى سابق ما كنت عليه من قوة إيمان وقوة تعلق بالله تعالى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.

هذه المشكلة التي تعاني منها – أيها الحبيب – أمر معتاد للنفس البشرية، فإن النفس يعتريها الملل والفتور، ولهذا فهي بهذا إلى التجديد والتغيير، والإيمان يقوى ويضعف، ويجد ويبلى، ولهذا قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (اسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم).

الشيطان – أيها الحبيب – يقف لك بالمرصاد، يحاول أن يصدك عن كل طريق من طرق الخير تسلكها إلى الله تعالى، فيثقل عليك الطاعات أحيانا ويبغضها إليك أحيانا أخرى، ويحاول أن يتسلط عليك، ويؤز إليك أصدقاء السوء، ولهذا ينبغي أن تستشعر هذه المعركة بينك وبين نفسك وبين الشيطان، وتأخذ بالأسباب التي جعلها الله تعالى عونا لك على الانتصار والفوز والفلاح، ومن هذه الأسباب – أيها الحبيب – الرفقة الصالحة، فإن الرفقة الصالحة خير من يعينك على الاستمرار في طريق التوبة والصلاح، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة إلى اختيار الأصحاب ومجالسة الصالحين، وقال: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، والناس يقولون: (الصاحب ساحب) ويقولون: (الطباع سراقة).

حاول أن تنشأ العلاقات مع الشباب الطيبين والرجال الصالحين، وستجد في مجالستهم ومشاركتهم في أعمالهم ما يجدد لديك النشاط والرغبة في الأعمال الصالحة، ووسائل التواصل الحديثة تسهل لك كثيرا من هذه المهمة.

من الأسباب أيضا – أيها الحبيب – سماع المواعظ التي تذكرك بالجنة وما أعد الله تعالى فيها من الثواب والنعيم، المواعظ التي تذكرك بالله تعالى وأحوال القيامة وأهوالها.

إذا أخذت بهذه الأسباب وأضفت إلى ذلك الاشتغال بتعلم الدين وما تحتاجه منه، فإن هذه الوسائل كلها بإذن الله تعالى داعية إلى التثبيت، وستجد نفسك تقوى في الصالحات يوما بعد يوم، وكل ما تشعر به من قسوة في القلب أو انتكاسة لا تسمح له أبدا بأن يقطع رجاءك وينقص أملك في أن تكون رجلا صالحا محبوبا عند الله تعالى، بل اثبت على ما أنت عليه من الخير، وخذ بأسباب الزيادة، ومن ذلك الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في أن يهديك ويثبتك ويزيدك ولا ينقصك، فإن الدعاء من أعظم الأسباب لتحصيل المقاصد والمطلوبات.

كل هذا – أيها الحبيب – يجدد الإيمان في قلبك، ويبعث فيه الرغبة وطلب الاستزادة من الخيرات.

نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات