كبرت في العمر وكل شيء في حياتي ينتهي، فماذا أفعل؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 37 سنة، وكان لدي مشروع خسرته منذ نحو 11 عاما، ومنذ ذلك الوقت كلما أذهب إلى عمل تحصل معي مشاكل، ومع أنني لم أخطئ في شيء.

أمي تزوجت بعد وفاة والدي، وأصبحت ضدي في كل شيء، وتضغط علي نفسيا، حتى أصبحت أتيقن أنها لا تريد لي أي خير في هذه الدنيا، وأنها تفضل إخوتي الآخرين علي، رغم أن لا أحد ينفذ لها ما تريده مثلي.

أسكن في منزل معرض للإزالة لأنه قديم، ولا أملك مالا ولا مسكنا خاصا بي، ولم أتزوج، فكرت في الانتحار مرارا وتكرارا، مع العلم أنني أصلي.

أعاني من قهر الرجال، أرجو الرد سريعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله أن يكتب لك النجاح والفلاح، وندعوك إلى تكرار المحاولات، والتوجه إلى رب الأرض والسماوات، واعلم أن المشروع الناجح يبدأ بالدراسة الصحيحة، وأن الفشل الذي تحقق في المشروع ما ينبغي أن يكون سببا لاعتقادنا أننا سنفشل أو ادعاء الفشل بعد ذلك.

اعلم أن هذه العقبات والعثرات التي تقف في طريق الناجحين هي محطات توصل إلى النجاح، فلولا الفشل لما عرفنا نعمة النجاح، والذين وصلوا وصعدوا لا تظن أنهم لم يتعرضوا لمشكلات أو هبوط أو مواقف كان يمكن أن يتوقفوا عندها، لكنهم تجاوزوها بسرعة واستفادوا من أخطائهم، وهذا ما نذكرك به، فالخطأ مصدر من مصادر التعلم، والخطأ أيضا يفتح البصائر ويجعل الإنسان لا يعيد التجارب ولا الطرائق الفاشلة، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين.

أما بالنسبة للوالد بعد وفاته، نسأل الله أن يرحمه، أرجو أن تكون بارا بالأم، وتستمع لكلامها، وتصبر عليها، وأيضا لا تحاول لسماع كلامها السلبي، فهي ربما تريد الخير ولكنها قد لا تحسن التعبير، لكن المهم أن تؤدي ما عليك، وأنت تستطيع أن تنجح بعيدا عن الوالدة، ولكن عليك أن تعطيها حظها وحقها من البر والاهتمام، واستمر في خدمتها، لأن الله سيسألك عن خدمتها وسيسألها عن التقصير، واعلم أن البر عبادة لله تبارك وتعالى، ولأنها عبادة لله فينبغي أن نقصد بها وجه الله تبارك وتعالى.

حاول أيضا ألا تتوقف في البحث والدخول إلى ميادين أخرى، فالإنسان عليه أن يسعى، وليس عليه إدراك النجاح.

مسألة الانتحار: تعوذ بالله من الشيطان الذي يأتي لك بمثل هذه الأفكار، لان المنتحر يخسر الدنيا والآخرة، ولا راحة للإنسان -كما قال الإمام أحمد- إلا عند أول قدم يضعها في الجنة، أما المنتحر هذا فقد عرض نفسه لسخط وغضب الله -تبارك وتعالى-، ومعلوم أن الانتحار من كبائر الذنوب.

لذلك لا تظن أن الراحة في الانتحار -والعياذ بالله-، بل هذا هو البلاء الأكبر والأعظم، ولا تعان من قهر الرجال، فأنت رجل -ولله الحمد-، ولن يقف في طريقك أحد، ولكن تعوذ بالله من العجز والكسل، فإن العجز نقص في التخطيط والكسل نقص في التنفيذ.

انطلق انطلاقة جديدة، غير البيئة، ابحث عن أصدقاء صالحين، توجه إلى الموفق -سبحانه وتعالى-، اتخذ الخطوات الصحيحة، لا تتوقف لأنك فشلت مرة أو مرتين أو ثلاث، فربما النجاح في المرة الرابعة أو في التي بعدها، والإنسان يكتسب من أخطائه، والإنسان لا يدري أين المصلحة، فما يقدره الله -تبارك وتعالى- هو الخير.

فقو صلتك بالله، وثق به، وتواصل مع الموقع، واعرض ما عندك من مشاريع وأفكار، حتى نتعاون جميعا في الوسيلة الصحيحة لتطبيقها، وأيضا دائما تستشير أصحاب الخبرة في المجال الذي تريد أن تدخل إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق، ورحم الله الوالد، وأصلح الوالدة، وأعانها على مساعدتك، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات