كيف أتخلص من تطفلي وتدخلي فيما لا يعنيني؟

0 26

السؤال

السلام عليكم.

أريد أن أبوح في ما يضيق صدري، لقد أذنبت في حق قريبي، ومستحيل أن أعتذر، أنا لا أكتم شيئا في قلبي، دائما أفرغ مافي قلبي، وهذا سبب مشكلتي، أن أي شيء يحدث في البيت أنقله من شخص لشخص، وأتدخل فيما لا يعنيني في كثير من المواقف التي تحصل في البيت، أكتب وأنا حزينة.

أتمنى أن أترك أهلي لأني أسبب لهم المشاكل بكثرة كلامي وتدخلي وحشريتي، أتمنى أن أعيش في مكان معزول، وأتمنى الموت، أشعر أن طاقتي انطفأت لا أتحمل المشاكل التي تحدث في بيتنا، رغم أن عندي الكثير من الواجبات الدراسية، لكن لا أستطيع أن أحضر أي شيء، وأنا الآن أبحث عن شيء يخرجني من واقعي، ربما سأشاهد مسلسل طويل يجلعني أعيش معهم، وأنفصل عن الواقع، أشعر أن دماغي سينفجر، رغم أني كثيرة النوم، لكني الآن أريد أن أنام ولا أستطيع، أعرف أن كلماتي غير مترابطة، لكنني أكتب ما يجول في دماغي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

نحن ندعو لك أن تعيشي-ابنتي الكريمة- لا أن تموتي!
الحياة جميلة، ولولا تعبها ومشاكلها لما عرفنا لذتها وحلاوتها، فالمشاكل هي ملح الحياة وحلواؤها.

نحن نتفهم وضعك تماما، وأن مشاكل البيت تضغط عليك من جانب، ومن جانب آخر مشاكلك الدراسية، وربما أمور أخرى في حياتك. ومن الجيد أنك تفصحين عما في قلبك، لكن حاولي أن تختاري الزمان والمكان والشخص المناسب لكي تتحدثي معه، وسؤالك لاستشارات إسلام ويب يعد خيارا مناسبا لك في هذا السياق.

في مثل وضعك تحتاجين لجلسة تأمل، أو بالأحرى سجودا طويلا لله تعالى الذي بيده مقاليد السموات والأرض، والذي يعلم ما تكنه نفوسنا وما تبديه، وهو الذي يعلم ما يصلحها وما يضرها، لذلك لن تندمي على سجدة طويلة تسحين فيها دموعك على سجادة الصلاة، وينساب مع الدموع الهموم التي تثقل كاهلك.

في الواقع أنت تحتاجين لجلسات نفسية، واستشارات مطولة، ولكن من واقع تجربة أقرب طريق للاستشارة هو طريق السماء، حيث يرفع العبد يديه الخاليتين ليعود بهما ملأى من خزائن الرحمة والطمأنينة (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم). فالله عز وجل وعد عباده بإجابة الدعاء إذا حقق شروط القبول.

خروجك أو هروبك من البيت أو حتى خروجك من الحياة نفسها لن يحل المشكلة، لأن الإنسان لا يدري ما سيواجهه بعد الموت، ولكن الحل يكمن في تقوية جبهتك النفسية الداخلية، فتتصبري وتتجلدي أمام مشاكل الحياة المختلفة، وهذا لن يكون إلا بالاستعانة بالله تعالى، فبيده القوة وبيده تغيير قلوب العباد تجاهك.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات