السؤال
أنا شاب أريد الزواج، لدي شقة وليس لدي الإمكانيات المادية، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك، وأن يكفيك بحلاله عن الحرام، وأن ينفع بك بلاده والعباد.
فإن الإسلام دين ينشد العفاف، ويربي أتباعه على الطهر، ولم يعرف المسلمون بدعة تأخير الزواج إلا بعد فترة الاستعمار؛ حيث أخذوا ذلك من أخلاق القوم، وليتنا علمنا أن القوم كفار وليس بعد الكفر ذنب، وليس للكافرين ضوابط أو آداب ((إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا))[الفرقان:44]، كما أن للقوم بدائل سيئة وأبواب مشرعة للفحشاء، وقد دفعوا ثمن ذلك التمرد على الفطرة والدين فانتشرت بينهم الأمراض الفتاكة، وتفتت في ديارهم العلل والاضطرابات النفسية.
وقد حرض النبي صلى الله عليه وسلم الشباب فقال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ووجه رب العزة والجلال المؤمنين فقال سبحانه: ((وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم))[النور:32]، وكل ذلك لما في الزواج من خير وبركة وطهر ونقاء واستقرار ونماء.
وإذا لم يتمكن الشاب من الزواج ولم يقوم أهل الإسلام بدورهم في معاونة طالب العفاف فإن شريعتنا العظيمة تأمره بالعفاف، قال سبحانه: ((وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله))[النور:33].
ويوصى النبي صلى الله عليه وسلم الشباب بالصيام؛ لأن فيه كسر لحدة الشهوة، وفيه نقاء للسرائر وتهذيب للغرائز.
أما إذا كانت الأسرة ميسورة، فلا مانع من عرض الأمر على والديك، مع ضرورة أن يكون ذلك بلطف وأدب، وإذا كنت تملك شقة فإن المهمة لن تكون صعبة، وطعام الواحد يكفي الاثنين.
وإذا تمكنت مع دراستك من الحصول على وظيفة في أوقات الفراغ، أو تعلمت على مهنة أو مهارة تدر عليك ولو القليل من المال ففي ذلك خير كثير، والله تبارك وتعالى يعين طالب النكاح والعفاف، وليس الأمر كما يتصور الناس، فإن المرأة تأتي برزقها، فالله تبارك وتعالى تكفل بالأرزاق، وأمرنا بطاعة الرزاق، وقال في كتابه: ((إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله))[النور:32]، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (التمسوا الغنى في النكاح) يتأول الآية المذكورة.
وحبذا لو تخلى الناس عن المظاهر، وابتعدوا عن الإسراف والتبذير؛ حتى يعينوا شبابنا على الزواج والاستقرار، ولو كان غلاء المهور مكرمة لسبقنا إليها صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ولفعل ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم مع نسائه وبناته، ولكنه عليه صلاة الله وسلامه زوج بعض أصحابه بما يحفظ من القرآن، وقال (التمس ولو خاتما من حديد).
والله ولي التوفيق والسداد.