أتميز بكثرة النظافة وترتيب الأشياء، ما نصيحتكم لي للمستقبل؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعلم الله أنني إذا احترت في أمر فلا آخذ العلم أو الفتوى إلا منكم.

عمري 17 عاما، ولاحظت أن لدي شغفا في النظافة والترتيب، ولا أظن أنني وصلت إلى مرحلة الهوس، ولكن لا أحب أن أجلس في مكان ظاهره وباطنه مبعثر (مثل خزائن الأغراض والملابس، وطاولات العمل وما إلى ذلك)، بينما أستطيع ترتيبه، وأذكر أنني عندما كنت أذهب إلى بيت أصدقائي المقربين كنت أرتب غرفهم لأنني أحب أن أرى الغرف مرتبة.

الآن أعيش مع أهلي مجتمعين (بعض من أهلي لم يكونوا في بلاد واحدة)، وأعيش أنا واثنين من إخوتي في غرفة واحدة، ودائما أرتب الغرفه وأغراضي بشكل جيد، وأرتب أغراضهم أيضا.

عندما رتبت المطبخ ونظمت جزء كبيرا منه، أخبرني أخي الكبير انه لا يستطيع أن يرتب وينظم الأغراض مثلي، علما أنني أشعر أن اهتمامي بالترتيب هو من الفطرة، ولا أعلم هو كذلك، أو أنني مميز من عند الله عز وجل بهذا الشيء.

مشكلتي هي أن بعضا من أهلي وأصدقاء أخي أخبروني عندما أتزوج لا أرتب أمام زوجتي كثيرا لكي لا تتعود وتعتمد علي، فما هي نصيحتكم لي لكي أبدأ العمل بها، وما زال لدي وقت طويل في مسألة الزواج، ودائما أدعو الله أن يرزقني الزوجة الصالحة والذرية الصالحة، ربما أعطيت الموضوع أكبر من حجمه، ولكنني بدأت أتضايق فعلا.

بارك الله بكم وبجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا

لقد سررنا بكتابتك إلينا، وبثنائك على الموقع.

بخصوص مشكلة النظافة، لا تكون مشكلة إلا إذا تحولت إلى سلوك قهري يزعج صاحبه، هنا يمكن أن تدخل في طيف الأفكار الوسواسية، وربما تتحول إلى وسواس قهري يوقع صاحبه في متاعب لا حصر لها.

ما فهمناه من كلامك أنك لم تصل إلى حد الهوس، ولكن شخصيتك على ما يبدو من النوع الذي لا يقر له قرار إلا بالترتيب والتنظيم والتنظيف، وهي الشخصية المثالية perfectionist أي التي تبحث عن المثالية في هذه الأمور.

أنت بحاجة إلى نوع من الضبط الداخلي لهذا الأمر، ونعني به تعديل بعض القناعات الشخصية حيال الإفراط في المثالية الترتيبية ومثالية النظافة.

مع أن النظافة أمر حسن ومطلوب شرعا، وقد ورد في الحديث النبوي (إن الله جميل يحب الجمال)، وورد في صحيح مسلم: (والطهور شطر الإيمان)، والطهور هو الوضوء والاغتسال وعموم النظافة، وشطر الإيمان أي نصفه، إلا أن هذا الاستحباب ورد تقييده بقيود، منها عدم الإسراف في الماء، كما ورد النهي عن التكلف، أي الزيادة في الأمور.

أما بخصوص تخوفك من خدمة زوجتك مستقبلا وركونها عليك! فهذه فكرة سلبية شائعة لدى الناس وليست من الإسلام، فالزواج مبناه على الشراكة لا الاستعباد، والزوجة تخدم زوجها طواعية لا إكراها، كما أن النبي ﷺ كما وصفته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- يكون في مهنة أهله في بيته، فإذا نودي للصلاة خرج للصلاة، وهذا يعني أنه كان يخدمهم ويعتني بهم في البيت، فيرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يتطلبه الحال من مساعدة أهله، وهو من هو في مقامه كرسول مشغول بواجب البلاغ، وقائد للدولة الإسلامية في المدينة المنورة مشغول بمهام الدولة، ومعلم للصحابة في المسجد مشغول بواجبات التعليم، ومع ذلك لم يؤثر هذا على واجبه في بيته وإعانته لأهله ﷺ.

فإن كنت مقتديا فعليك بسيد الخلق وأوفاهم ذمة وأكرمهم خلقا، وأكرمهم عشرة -عليه الصلاة والسلام-.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات