السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحياتي لكم، ولموقعكم الكريم، وللدكتور/ محمد عبدالعليم، أرجو أن تكون بخير وصحة وعافية.
سؤالي: أمس لم أستطع النوم بسبب ازدياد نبضات القلب، وبقيت إلى الساعة 3 فجرا، ولا أعلم لماذا؟ مع أنني كنت متوقعا أن يصيبني هذا الشيء؛ لأنني صرت أستشعر أنني قلق ومتوتر، فأصبحت أعرف أن هذه الليلة، وخصوصا في وقت النوم في الفراش أسمع نبضي يزداد، وهذا الشيء بسبب أنه توفي شاب من بلدتي قبل يومين، وعمره 41 سنة، بجلطة، ولا أعرف لماذا أنا توترت وقلقت، وحاولت أن أخفي هذا الشيء، مع العلم أنني أمشي يوميا تقريبا، ومستمر على المشي قدر المستطاع، ممكن أن أخاف، وأعكس ما يحدث خارجا علي -أي أنه من الممكن أن يصيبني-.
حاليا أنا أبعث لكم رسالتي، ولا يوجد عندي أي تسارع في النبض، وطبيعي جدا، في الأمس أخذت نصف حبة (زولام) حتى أستطيع النوم، ونمت الساعة 3 فجرا بعد معاناة، ولكن الملاحظ أنه لم تصبني نوبة هلع إنما فقط تسارع في النبض، لأنني أصبحت أسيطر على نفسي، ولكن الأمراض والأموات التي تظهر على السوشال ميديا يبدو أنها تؤثر علي بدون ما أشعر.
ملاحظة: أصبحت أعرف أنني في هذه الليلة سوف أقلق وأتوتر، يعني مثلا: عند المغرب أشعر أنني لست على طبيعتي، وقلق، وهذا ينعكس علي عند النوم فقط، وعند سماعي أخبارا سيئة خصوصا إذا كان فيها ما يشبهني.
عموما أنا شفيت من نوبات الهلع، لكن لا زال هناك بعض الرواسب والتي تؤثر علي سلبا في بعض الأحيان، وكوني شخصية قلقة، وعندي على الأغلب المراء المرضي، فبماذا تنصحني يا دكتورنا الغالي؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك – يا أخي – على ثقتك في شخصي الضعيف وثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.
كما تفضلت: الذي حدث لك قد يكون شيئا من القلق المفاجئ، وهذا أدى إلى تسارع في ضربات القلب من خلال زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي (السيمبثاوي)، إفراز الأدرينالين قطعا يؤدي إلى هذه الظاهرة.
كما تفضلت يا أخي: إن شاء الله الموضوع هو أصلا عابر، وأنت متفهم تماما لحالتك، لكن لا أريدك أبدا أن تعيش تحت الاعتقاد أنك تعرف متى سوف تأتيك هذه النوبات، لأن هذا في حد ذاته فيه نوع من القلق التوقعي الذي ربما يستجلب هذه النوبات.
فأرجوك – أخي – أن تحقر هذه النوبات تماما، وأعرف أنها أمر عادي جدا، وأنك الحمد لله سليم من الناحية النفسية ومن الناحية العقلية وحتى من الناحية الجسدية، وحاول أن تقلل من شرب الشاي والقهوة، لأن الكافيين في بعض الأحيان يثير القلب حتى بالنسبة للإنسان غير القلق، ويكون ذلك أكثر شدة إذا كانت طبيعة الإنسان أصلا فيها شيء من القلق أو لديه ما يعرف بالقلق المعمم.
ومن الضروري – يا أخي – أن تنخرط في برنامج رياضة، رياضة المشي مفيدة جدا، وتمارين الاسترخاء – خاصة تمارين التنفس التدرجي – تفيد كثيرا.
فإذا المناهج العلاجية هي نفس المناهج التي تحدثنا عنها فيما سبق، والتجاهل من وجهة نظري علاج أكيد، وبما أنك شخصية قلقة إذا مارست الرياضة والتمارين الاسترخائية، وتجنبت الكتمان، وحرصت على التعبير عن الذات، واستفدت من وقتك بصورة صحيحة، كل هذا إن شاء الله تعالى سوف يساعدك كثيرا.
ليس هنالك ما يمنعك أبدا من أن تتناول عقار مثل (إندرال) مثلا، بجرعة صغيرة، عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة أسبوعين أيضا، ثم تتوقف عن تناوله. الإندرال والذي يعرف علميا باسم (بروبرالانول) هو أحد كوابح البيتا التي تنظم عمل الجهاز العصبي اللاإرادي، ومن ثم يختفي إن شاء الله تعالى التسارع في ضربات القلب.
صحتك النومية يمكن أن تتحسن تماما من خلال تجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وأصلا أنا لا أريدك أن تكثر من هذه المشروبات – كما ذكرت لك – ويجب أن تتجنب النوم النهاري، وأن تثبت وقت النوم ليلا، وأن تحرص على أذكار النوم.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء.