لدي تفكير دائم وقلق لا أعرف مصدره، أرجو المساعدة!

0 21

السؤال

لا أعرف كيف أبدأ ولكني سأقول بعض الأشياء التي تحدث معي، ولا أستطيع الوصول إلى حل، وهذه التغيرات طرأت علي فجأة ولا أتحسن:

- أنا دائمة القلق والخوف من أشياء يمكن أن تكون تافهة ولا أجد تفسيرا، بل فجأة أشعر برعشة في اليد يمكن أن تكون ملحوظة للبعض، ومهما أحاول طرد هذا الشعور لا أعرف!

- أنا دائمة التفكير في أشياء حدثت بالفعل أو أشياء ستحدث مستقبلا، وعندما أفعل شيء ليس على نحو جيد أستمر في نقد نفسي، وتأنيب الضمير لا يفارقني حتى على الأشياء التي ليس لي ذنب بها.

- أحيانا أشعر بحزن، وثقل في صدري، ورغبة في البكاء، ولكني في بعض الأحيان لا أستطيع البكاء، وبعض الأحيان أبكي بالفعل.

- أشعر بأن ثقتي بنفسي قليلة إلى حد ما، ودائما أرى نفسي أني مقصرة أو لا أفعل شيئا على النحو المطلوب.

- كثيرة النسيان في الفترة الأخيرة وتركيزي متشتت، مع العلم أني لم أكن كذلك، وأن هذه الأشياء تعبت منها!

كنت أفترض أن هذا بسبب تقصيري في علاقتي مع ربنا، مع العلم أنا محافظة على صلاتي، وأصبحت أقوم الليل الآن، وأقرأ الأذكار دائما، ولا أجد تحسن بل أحس أن حالتي تزداد سوءا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أقول لك: هوني عليك، الأمر إن شاء الله بسيط جدا. لديك نوع من قلق المخاوف متوسط الدرجة، ولديك ما نسميه بالقلق التوقعي، وهذا طبعا دائما مصحوبا بشيء من الوسوسة. أيضا حالتك تحتوي على بعض الأعراض النفسوجسدية، مثلا: الشعور بالثقل في الصدر، هذا دليل على وجود توتر نفسي، وهذا التوتر تحول إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الإنسان تأثرا هي عضلات القفص الصدري، بعدها عضلات القولون، لذا يشتكي كثير من الناس ما يسم بالقولون العصابي.

حالتك بسيطة جدا، وحقيقة لا تنزعجي منها، أرجو أن تتجاهلي هذه الأعراض تماما، وكل المطلوب منك هو أن تنظمي وقتك، أن تتجنبي السهر، أن تتجنبي النوم النهاري، أن تنامي مبكرا، وتبدئي يومك بصلاة الفجر طبعا، وما شاء الله ربنا يزيدك أنت من المحافظين على الصلوات في وقتها، وحريصة على الأذكار، ودائما حاولي أن تستفيدي من الصباح، بعد صلاة الفجر.

وبعد تجهيز نفسك وتشربين الشاي – مثلا – ادرسي، ادرسي لمدة ساعة قبل الذهاب للكلية، هذا الوقت حقيقة وقت التركيز، والبكور فيه خير كثير، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها) وكان من دعائه: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، وأنت حين تبدئين هذه البدايات الصحيحة وتذهبي إلى الكلية قطعا سوف يتحسن لديك التركيز، وتتحسن لديك الدافعية، ويقل الخوف والوسوسة، وسوف تجدين أن الأمور أسهل كثيرا.

أرجو أن ترفضي أي نوع من الفكر السلبي والشعور السلبي، واجعلي أفعالك دائما إيجابية. أنت محتاجة لأن تنخرطي في تمارين استرخاء، تمارين التنفس المتدرجة مفيدة جدا، الشهيق الزفير الذي يكون ببطء وقوة، يعقبه تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، هذه تمارين رائعة جدا، وهي مطلوبة في حالتك، أرجو أن تتطلعي على أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب لتطبيق هذه التمارين، فهي ذات فائدة كثيرة جدا بالنسبة لك.

سيكون أيضا من الضروري أن تمارسي رياضة المشي – متى ما كان ذلك ممكنا – فأرجو أن تحرصي على رياضة المشي، رياضة المشي رياضة عظيمة، رياضة طيبة، رياضة مهمة جدا، فأرجو أن تحرصي عليها.

لا بأس أبدا أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وإن تواصلت مع أحد الأساتذة في كلية الطب بقسم الصحة النفسية هذا سوف يكون أمرا جيدا.

تحتاجين لعقار بسيط وسليم وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وتحتاجين له لمدة قصيرة. الدواء هو (اسيتالوبرام Escitalopram) ويسمى تجاريا (سيبرالكس Cipralex) تبدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرة مليجرام (حبة واحدة) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميا (نصف حبة) لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات