السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرى أشياء لا أعرف ما هي، فحينما كنت صغيرة من ٦ إلى ٨ سنوات رأيت كل الملائكة على حقيقتهم في المنام، ورأيت أيضا أن الله يكتب لي كتابة غريبة لا أفهمها، ولا يمكن لي أن أنظر إليه.
الآن عمري ٢١ سنة وأقيم في هولندا، أصلي وأعبد ربي، وأرى أشياء غريبة، فحينما كنت أصلي في الجزء الأخير من الليل، وقد أغلقت باب غرفتي والظلام دامس، فحينما رفعت يدي إلى الله ودعوت باسم الله الأعظم، ودعوت لي ولأهلي، رأيت شخصا أسود غريب الشكل يقف أمامي، ولديه جناحان بلون أبيض ينظر لي.
الغريب أن غرفتي أصبح بها نور كأنه نور من السماء، أنار غرفتي، وحينما أنام وأستيقظ (أقول أذكار النوم وسورة الإخلاص والناس والفلق، وآية الكرسي، وأواخر سورة آل عمران، وأدعو باسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى).
* أستغفر الله قبل النوم، وأقول: أستغفر الله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، وأحيانا أتكلم مع الله -عز وجل-.
* أرى أشخاصا بعد أو مع الاستيقاظ كأنهم من الملائكة، منهم أبيض، ومنهم يشبه الصفار، يجلسون بجانب السرير، فهل هم حقا ملائكة؟
* أرى عيونا صفراء أو خضراء تنظر لي حينما أذهب إلى خلوتي، وأحيانا عيونا حمراء، وحينما أدعو وأخشع، وأستعيذ بالله تبقى تنظر لي، فهل هؤلاء من قوم الجن أم من الملائكة؟
* أرى حينما أستيقظ صورا وأشخاصا بلون أسود، يذهبون ويأتي غيرهم بسرعة، هل لديكم تفسير لهذا؟
أنتظر ردكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nael حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والهداية، وأن يوفقك ويشغلك بما ينفعك من تعلم أمور دينك والعمل بها، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بوصية عظيمة جامعة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز)، وفي نصوص كثيرة منه -صلى الله عليه وسلم- وأحاديث كثيرة يحثنا على ما ينفع.
وأما ما تصفينه وتخبرين بما ترينه فإنا لا نستطيع تفسيره تفسيرا قاطعا، ولكننا نستطيع أن نقول لك: إنك لا تستطيعين رؤية الملائكة على هيئتهم التي خلقهم الله تعالى عليها، فهذا مما أخبرنا به الله تعالى في كتابه، فقد رد على الكفار حين اقترحوا أن يرسل إليهم شخصا من الملائكة بدل الرسول من البشر، فقال الله تعالى: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا} يعني أنهم لا يستطيعون التلقي والاستماع وأخذ كلام الله تعالى من الملك بصورته الحقيقية، فلو أرسل الله تعالى إليهم ملكا سيجعله في صورة رجل من البشر، حتى يتمكنوا من رؤيته والتفاهم والتخاطب معه.
وقد ارتجف الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفزع فزعا شديدا حين رأى جبريل -عليه السلام- على خلقته التي خلقه الله تعالى عليها، ولم يره على تلك الصفة إلا مرتين في عمره كله.
لهذا نحن ندعوك إلى ترك الخوض في هذه الأمور، والتجاهل التام لها، وترك الاشتغال بها، والتوجه إلى الشيء النافع، أنت بحاجة ماسة إلى الإكثار من ذكر الله تعالى في سائر الأحوال، عند النوم، وعند الاستيقاظ، والمحافظة على الصلوات، والإكثار من قراءة القرآن، وهذا شيء حسن أنك تحافظين على هذه الأذكار، فإن هذه الأذكار أعظم حصن تتحصنين به من المخاوف والمكاره، وبها يحميك الله تعالى من كل شر وكيد ومكر من الشياطين. وننصحك كذلك بسماع الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل.
فلازمي هذا، واستمري عليه، ونوصيك بتعلم دينك، أن تتعلمي ما يجب عليك من العبادات، وكيف تصح هذه العبادات، ونوصيك بأن تربطي علاقات مع فتيات صالحات ونساء طيبات ممن يشتغلن بتعلم العلم والدعوة إلى العلم الصحيح، وهن كثيرات -ولله الحمد-.
نسأل الله تعالى لك التوفيق لكل خير.