العيش في الخيال جعلني أتشتت وأنسى الكثير من الأمور، فما الحل؟

0 65

السؤال

السلام عليكم.

منذ صغري أعيش في الخيال، فأتشتت وأسرح وأنسى أمورا كثيرة، وهذا الأمر منعني من أن أتقدم في حياتي، وأجد نفسي أتكلم وأفعل حركات لا إرادية، فما الحل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا

بني الكريم: لا يزال سنك صغيرا، ورغم ذلك أحسنت التعبير عما يدور في رأسك، وهذا مؤشر جيد على مستوى وعيك وذكائك.

بخصوص الخيال الذي تسرح به دوما وتبتعد عن الواقع: هذا يشبه ما يسمى بأحلام اليقظة Day dreams، وهو الاستغراق في الخيال وقتا أطول من المعتاد.

كل الناس تقريبا لديهم أحلام يقظة، فالفقير يحلم بالغنى، والفاشل يحلم بالنجاح، لكن الأسوياء لا يطول استغراقهم في الحلم فترة طويلة، وإنما يعودون إلى الواقع سريعا، أما إذا طال استغراق الشخص في الخيال منفصلا عن الواقع فهذا يدخل إلى دائرة الاضطراب النفسي، وبالتالي يحتاج إلى علاج نفسي.

هناك أسباب متعددة لحدوث هذه الحالة:
- منها ضعف الثقة بالنفس، وعدم الإيمان بالقدرات الشخصية، وأنه لا يمكنه النجاح مثلا، أو تحقيق الهدف الفلاني.
- ومنها الشعور بالإحباط والفشل بعد أن حصل على نتيجة تخالف توقعاته، وبالتالي فهو يريد أن يهرب من الواقع الأليم إلى عالم الخيال الخصيب والممتع.

ويحدث أن يتعلق الحالم بالأحداث والأشخاص الذين يحلم بهم، بينما من يصابون بالفصام لا يحدث عندهم هذا التعلق، بل لديهم مشاعر متبلدة.

عموما -بني العزيز- انظر ما هي المشاكل التي تؤرقك واعمل على حلها، واستعن بالكبار الناصحين من حولك حتى يعينوك على تجاوز هذه المشاكل التي تسبب لك الإحباط والقلق.

كما ننصحك بزيارة الطبيب النفسي لتقييم وضعك.

وحتى تتجاوز جزءا من هذه المشاكل:
- احرص على ترتيب وقتك، ونظم أوقات مذاكرة دروسك.
- حافظ على الصلاة جماعة في المسجد، فهذا يجعلك تتكيف مع الواقع الاجتماعي أكثر.
- لا تستغرق كثيرا في الألعاب الإليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
- خطط لطلعة مع العائلة أو بعض الزملاء في نهاية الأسبوع تتداولون فيها أخباركم الشخصية، وتمرحون في إجازة نهاية الأسبوع.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات