أنا فتاة وأحب أن أتزوج رجلاً وسيماً، ما نصيحتكم؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة حقا، أنا لا أستطيع أن أمتلك نفسي أمام الرجال الذين لديهم قدر من الجمال، أشعر بانجذاب كبير تجاههم، للحد الذي دفعني أن أنهي خطبتي خوفا من أن أخون.

أنا لا أفعل أي شيء تجاه من أنجذب لهم، فكرت في أنني إذا تزوجت برجل وسيم للغاية ربما يعفني عن النظر إليهم وتمنيهم، هل علي إثم إذا دعوت بذلك؟

هل علي ذنب كوني محبة لوسامة الرجل وأناقته، وما إلى ذلك؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا- الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذا الوضوح في الطرح وفي السؤال، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ونبشرك بأن شفاء العي السؤال.

لا شك أن نظرة الفتاة واهتمامها بالجمال هذا جزء من أنوثة المرأة، ولكن الاعتدال في ذلك مطلوب، واعلمي أن الرجل لا يؤخذ بشكله فقط، وأن الإنسان له صورة خارجية، وهي (الخلق)، وله صورة باطنية وهي (الخلق)، والإسلام ركز في الرجال على دينه وخلقه، ولن تستفيد الفتاة من أجمل أهل الأرض إذا لم يكن طيب الأخلاق وطيب العشرة وكامل الرجولة وحريصا على القيام بواجباته الأسرية والزوجية.

لذلك ينبغي أن تكون النظرة للشاب شاملة، فلا تغتري بمجرد المظاهر، واحرصي دائما على النظر إلى الدين والأخلاق، وهي المعيار النبوي للفتاة وأهلها بأن أوصاهم فقال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه - دينه وأمانته – فزوجوه).

الفتاة قادرة على مواجهة هذه النوازع الزائدة، وأنت ولله الحمد تقولي: (فقط مجرد إعجاب وميل)، ولكن نحن ندعوك إلى استحضار العقل عند الاختيار وتقديم الدين، وجعله الأساس في مسألة الاختيار، وبعد ذلك إذا وجد معه جمال أو صفات جميلة أخرى فذاك خير إلى خير.

ليس المهم في الرجل أن يكون جميلا، لكن المهم في الرجل أن يكون خلوقا، أن يكون قادرا على تحمل المسؤوليات، وأن يكون حريصا على أن يكون له أثرا في المجتمع، أن يكون معروفا بحسن السيرة وجمال السريرة. هذه هي الصفات التي ينبغي أن تبحثي عنها، ولن يكون عليك إثم، لكن قطعا المبالغة مرفوضة، كما أن إطلاق النظر مرفوض، وليس فيه خير، فالمؤمنات أمرن أن يغضضن أبصارهن، مع دخولهن في الأمر الأول: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} هذا للرجال وللنساء، ثم خصص المؤمنات فقال: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن}.

اعلمي أن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق بين الناس، فهذا يعطى أشياء ويحرم أشياء، ولذلك الإنسان ينبغي أن ينظر إلى الصورة الكاملة، والهيئة الكاملة، وينظر إلى الأبعاد العميقة، والفتاة محتاجة إلى أن يكون للأولياء دور، لأن الرجال أعرف بالرجال، وهم الأكثر قدرة على تحكيم العقل وليس العاطفة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

لا نؤيد فكرة رفض خاطب صاحب دين وخلق لأنك تتطلعين إلى من هو أكثر وسامة، فقد لا يقبل عليك، وقد يكون هذا الوسيم مرتبطا، وقد يكون وقد ... وقد ... وقد، إلى آخره.

فلا ينبغي أن تفرطي الفرص، إذا جاء الصالح صاحب الدين والأخلاق الذي يطرق الباب، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات