السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، أشعر بالحزن دائما في كل وقت، أحب كل شيء حزين، لا أعلم لماذا! حاولت كثيرا التخلص من هذا الحال، ولكن لا أستطيع، أفضل الصورة الحزينة، والشعر الحزين، أي شيء فيه حزن، أحب العزلة كثيرا، لا أحب الخروج من المنزل كثيرا، يأتيني خمول فظيع، وأحمل هم الدنيا عندما أسمع أننا سنذهب إلى مناسبة زواج أو أي مناسبة أخرى.
أحب الوحدة والعزلة والهدوء، لا أشعر بارتياح، أشعر بالضيق دائما، ودائمة البكاء، لا أعلم كيف أشرح ما أنا به، ولكن أتمنى أن أكون قد شرحت لكم ما أشعر به، أتمنى الإفادة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.
الحزن من الشيطان، لذلك يحرص على تحزين المؤمن والمؤمنة، ﴿إنما ٱلنجۡوىٰ من ٱلشيۡطـٰن ليحۡزن ٱلذين ءامنوا۟ وليۡس بضاۤرهمۡ شيۡـٔا إلا بإذۡن ٱللهۚ وعلى ٱلله فلۡيتوكل ٱلۡمؤۡمنون﴾ [المجادلة 10].
لذلك أول فكرة تسلطية ينبغي أن تقفي ضدها هي أن (طبعك الحزن).
الحزن ليس صفة ملازمة لك، ولا هو جزء من جيناتك أو خلاياك، بل هو فكرة سلبية تسيطر على عقولنا وينفخ فيها الشيطان كالبالونة، تكون صغيرة ثم تكبر شيئا فشيئا حتى تغطي وجهك.
نحن هنا ندعوك لأن تلبسي نظارة شفافة بدلا من النظارة السوداء التي تلازمينها على الدوام.
إن كان ثمة نصيحة لوضعك ستكون كالتالي:
- البحث عن صديقة مقربة تتبادلان معها همومك.
- الحرص على الالتحاق ببعض المحاضن الدعوية الصالحة كحلقات تحفيظ القرآن.
- ترتيب وقتك وجدولك وكتابته يوميا.
- الاهتمام والحرص على الصلوات الخمس.
- البحث عن أنشطة حركية ورياضية كالمشي مثلا أو السباحة.
- محاولة الجلوس في الصالة مع أفراد العائلة والابتعاد عن الخلوة في الغرفة وحيدة.
وننصح في مثل هذه الحالات بزيارة العيادة النفسية لعمل تقييم لوضعك النفسي، فقد تعانين من اكتئاب وبالتالي ستكونين بحاجة لتدخل علاجي.
أخيرا، القرب من الله تعالى هو مفتاح الحل لكل المشكلات، والحرص على الدعاء دوما بتفريج الهموم، والإكثار من الأدعية التي تتناول الهم والحزن مثل الدعاء التالي:
(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال).
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.