السؤال
السلام عليكم.
أنا معلم أطفال، ومطيع لوالدي في كل أمر لهما، لدي أخ أصغر سنا، غالبا ما يكون جافيا معهما في كل الأحوال، يصل بهما الأمر لو أرادوا شيئا يخصهم يذهبون إليه من أجل الاستشارة، بل وكأنه والدهم! والمفروض هو العكس بأن يذهب إليهم.
كذلك مع أني بار بهم لا يهتمون ولا يكترثون بما أحدثهم به! لا أغار ولا أهتم لهذا الأمر لكن قد تكون تلك السخافة مثار السخرية، فأعمامي كانوا مهتمين بي كثيرا، ولكن تلك العلاقة أفشلها والدي بسبب تصرفاته السيئة معهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الابن الكريم والأخ الفاضل – ونشكر لك الاهتمام بأمر شقيقك، ونهنئك على هذه الوظيفة، ونسأل الله أن يعيننا جميعا على أداء واجبنا في تربية هؤلاء الصغار.
لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الصغير يجد الدلال، والدلال إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، ويخرج للمجتمع شخصية اتكالية، ضعيفة، أنانية، إلى غير ذلك من الصفات السلبية.
لذلك نرجو أن تستمر في برك لوالديك، وأيضا تجتهد في أن تنتشل هذا الأخ الصغير من الدلال الذي هو فيه، وتجتهد في تربيته على حسن البر، واحرص على أن يكون التعامل في هذا الموضوع بحكمة حتى لا يجلب لك غضب الوالدين.
أنت -ولله الحمد- في مرحلة لا تحتاج إلى كثير من الاهتمام، ولكنك تحتاج إلى أن تعلم غيرك كيف يحترم، وكيف يبر والديه، وما يحصل من الوالدين نحن لا نوافقهم عليه، لكن دائما الوالد والوالدة إذا كبر عندهم السن زادت عندهم العاطفة، وليتهم علموا أن التعامل مع هذا الشقيق الصغير بهذه الطريقة يلحق به ضررا كبيرا جدا في مجتمعه ومستقبله وحياته.
كن ناصحا له ولهم، ولكن بالحكمة، خاصة في تعاملك مع الوالدين، فإذا غضبوا فأرضهم، وإذا غضبوا ابتعد عنهم ثم قدم لهم صنوفا من البر، ثم اعرض ما عندك من وجهة نظر ونصيحة.
اهتم بأعمامك وتواصل معهم، لأن هذا أيضا من صلة الرحم، وراع في ذلك أيضا مشاعر والديك، الإنسان إذا نهاه الوالد عن أن يتواصل مع أعمامه ينبغي أن يحسن الاستماع، لكن يفعل ما يرضي الله، أو طالبته الوالدة ألا يذهب لأعمامه أو لأخواله، عند ذلك يحسن الاستماع لكنه يفعل ما فيه إرضاء لله تبارك وتعالى، لأن صلة الرحم من الواجبات.
أرجو أيضا أن يكون لك دور في الإصلاح بين الوالد وبين إخوانه الذين هم الأعمام، اجتهد دائما في أن تصلح بينهم، وحاول أن تسمع كل طرف الخير، فإن الذي يصلح بين الناس يقول خيرا وينمي خيرا.
نسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد، وسعدنا أنك لا تغار ولا تهتم، لكن لأجل هذا التمييز والاهتمام الذي لا تجده رغم برك، واعلم أن البر عبادة، فأنت مأجور عليها من الله تبارك وتعالى، فلا تتوقف من البر إذا قل الاهتمام من جانب الوالد أو الوالدة، فأد ما عليك، فإنك تفعل ذلك طاعة لله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يعيننا على إصلاح أنفسنا وأبنائنا وإخواننا الصغار، ونفع الله بك بلاده والعباد.