السؤال
السلام عليكم.
ابنتي تبلغ من العمر 12 عاما، ودائما ما تستفزني أنا ووالدها بردودها، وعدم سماع الكلام نهائيا، والردود العنيفة حتى مع باقي الأهل، وجربنا معها كل المحاولات، الكلام الكثير، والنصيحة، والعقاب، واللين، وكل شيء، وفي النهاية حدثت مشكلة في المدرسة، وهي مدرسة مشتركة.
وبالنسبة لوالدها ممنوع الخطأ، حيث أبلغونا بالمدرسة أنها تترك حصصها كثيرا، فضربها والدها ضربا مبرحا، مما ترك أثرا على جسمها وبعد كل هذا هي لا تشعر بالخطأ، ولا تتقبل النقد، ولا تعتذر، فما العمل؟ وكيف نتعامل معها لتتغير للأحسن؟
مع العلم أننا متواضعون جدا، ولكن هي دائما ما تتمنظر على الناس، ومغرورة، ولو اعتذرت أيضا تبقى على ما هي عليه، ومستواها في الدراسة قل جدا، حيث أنها لا تركز في الدراسة أساسا، وكل المدرسين أصبحوا يشتكون منها، كيف نتعامل معها؟
وخصوصا أننا نشعر بالذنب تجاهها نتيجة الضرب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على مصلحة هذه البنية، ونسأل الله أن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
لا شك أن معرفة المرحلة العمرية التي تمر بها الفتاة، ومعرفة ترتيبها في العائلة، وظروف نشأتها وهي صغيرة، له علاقة كبيرة بفهم ما يحدث منها ولها، وكم تمنينا ألا تستعجلوا في مسألة الضرب، ويبدو أن بنتنا تدخل على مرحلة عمرية جديدة، ومثل هذه الأحوال – يعني – عندما ندلل الطفل وهو صغير ثم نحاول بعد أن يكبر أن نغير الطريقة فإنه قد تحدث مثل هذه المواقف.
ونحن بحاجة إلى أن تستمعي ويستمع الوالد إلى ما عندها، وحبذا لو أخذها في السيارة وجعلها تتكلم أو مشى معها في الطريق في مكان بعيد ويعطيها حلوى أو عصير في يدها، وتأخذ راحتها في الكلام، فإذا أخرجت ما عندها فاكتبوا الأفكار التي تذكرها، والمعاناة التي تجدها، مثلا: في المدرسة ما الذي يضايقها؟ لماذا هي تتصرف هكذا؟ الأب يقول لها: (ما الذي يضايقك؟ ما هو الجديد؟ لماذا لا تسمعي كلام الوالدة؟) وأنت تقولي: (لماذا لا تسمعي كلام الوالد)؟ تعطوها فرصة للحوار والكلام.
وكنا بحاجة أيضا أن نعرف ترتيبها بين أفراد الأسرة، والفرق بينها وبين الذين قبلها وبعدها في الأعمار، هذه كلها لها علاقة في برنامج التنشئة والدلال والحماية التي نالتها في صغرها، ومرة أخرى ندعوكم إلى عدم الضرب، وندعوكم إلى رصد ما عندها من إيجابيات والتركيز عليها، والاهتمام بها عندما تفعل أشياء جميلة، والتغافل عن الأشياء الصغيرة الخاطئة، لأن التركيز على الأخطاء يزيد الأخطاء، كما أن التركيز على الإيجابيات يزيد الإيجابيات.
واجتهدوا دائما في أن تجعلوها تقول ما في نفسها، ولا تعطوها الأوامر المباشرة، ولكن عن طريق الحوار، (أليس من الأفضل يا فلانة أن نفعل كذا؟ .. أنت ما شاء الله رائعة، سعدنا أنك عملت كذا وكذا، وحبذا لو أكملت بكذا) فإن هذه الفئة تحتاج هذا، وهذا منهج النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)، فالتشجيع له أثر كبير جدا وتعزيز الإيجابيات له أثر كبير جدا.
نتمنى أن تصلنا مزيد من التفاصيل حتى نستطيع أن نعطي الإجابة الأكثر وضوحا، وعلى كل حال: اهتموا بها، وشجعوا احترامها للمدرسات، وحاولوا الوصول للمدرسة لتتعرفوا من خلالها على الأخصائية أو مسؤولة الصف على تصرفاتها، وكل ذلك إذا وصلنا نستطيع أن نفكر معكم وأن نضع النقاط على الحروف، وحتى يحصل ذلك نرجوكم أن تكثروا لها من الدعاء، وتتلطفوا في التعامل معها، وأن تركزوا على إيجابياتها، وألا تقفوا معها على كل صغيرة وكبيرة، ونسأل الله أن يقر أعيننا جميعا بصلاح الأبناء والبنات.
والله الموفق.