الكسل والخمول المبالغ فيهما

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت في الماضي لا أجلس في مكان في البيت حتى أنظفه، وأبدأ في المذاكرة، وبعد زواجي أيضا كنت عادية ولست مهووسة بالنظافة والترتيب.

منذ بضع سنوات تغيرت تدريجيا، أرتب قبل عودة زوجي بفترة قصيرة من العمل ويجد حالة البيت يرثى لها، وصرت أنظف وأرتب فقط في حال رغب أحدهم في زيارتنا.

ما زلت في هذه الحالة حتى الآن، اعتادت عيني على عدم التنظيف وقد تمر أيام دون أي شيء، وتتراكم الأواني والثياب.

زوجي عمله حاليا يضطره إلى عدم التواجد في البيت لفترة، وأنا فقط أستلقي وأتصفح أي شيء على الهاتف، وإذا شعرت بالنوم أنام، حتى يصل وقت إحضار الأولاد من المدرسة، وأكون عصبية معهم! واعتادت عيني على منظر الأوساخ والروائح الكريهة.

لا آخذ آية أدوية، وآخر تحليل دم قمت به كان عندي نقص في فيتامين د والحديد، وقالت لي الطبيبة بأنهما في الحضيض، وأخذت حينها حديدا عن طريق الوريد، لكن ذلك كان من منذ سنتين أو ثلاث.

أنقذوني من نفسي، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا

لا يظهر لنا أنك تعانين من مشكلة سلوكية!

عدم ترتيب البيت، أو أعمال نظافته أحيانا هو متطلب كمالي، ما لم يصل إلى حصول الأذى الجسدي أو النفسي، عندها يمكن أن يقال بأن الترتيب والنظافة انتقلت من مرتبة الكماليات أو التحسينيات إلى مرتبة الحاجيات أو الضروريات.

لو اتفق الزوجان على طريقة معينة في معيشتهما، مثل أن يصحوا صباحا ولا يرتبان سريرهما، وهكذا كل يوم، وهما مستمتعان بذلك ولا يجدان غضاضة أو حرجا، فالأمر طبيعي بالنسبة لهما ولا مشكلة هنا.

صحيح أن الترتيب والنظافة من الصفات المحمودة في المعيشة، لكنها تتدرج في المراتب الثلاث بين التحسينيات والحاجيات والضروريات، ويمكن الرجوع لفهم هذه المصطلحات في أبواب القواعد الفقهية، ومن المهم أن نتعلم هذه المراتب حتى لا نتعب نفسيا في حياتنا.

يبدو أنك تواجهين انشغالا ذهنيا ببعض القضايا التي تجعلك لا تتفرغين لأعمال البيت، أو بالأحرى لا تستمتعين بشغل البيت، فعندما يمر الشخص بموجة اكتئاب على سبيل المثال لن يجد طعما للحياة، ولا لذة للعمل فيها، وهذا لا يعني أن عندك اكتئابا-بالضرورة- وإنما هو مجرد ضرب مثال على الانشغال الذهني عن ترتيب البيت.

عموما -أختي الكريمة- يمكنك إعادة ترتيب وقتك، وتحديد أولوياتك كل صباح، حتى لا تتيهي في زحمة الأحداث اليومية ولو كانت بسيطة.

كما ننصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وهناك ذكر مشهور يقال للاستعانة على الأعمال اليومية مذكور في هذه القصة النبوية:

هو حديث علي -رضي الله عنه- أن فاطمة –رضي الله عنها- شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي ﷺ تسأله خادما فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم، فقال: مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم" متفق عليه.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات