أحلام اليقظة أتعبتني وصارت تسبب لي النسيان

0 27

السؤال

السلام عليكم
أعلم أنني أزعجتكم، ولكن لدي استفسار أخير.

لقد اتضحت لي حالتي أكثر، فلاحظت أنني غارقة في أحلام اليقظة لدرجة وصلت إلى مرحلة لا أستطيع الخروج منها بكامل مشاعري، فلو كنت أتخيل ثم أتيت لأصلي لا أستطيع الخشوع لأني لو أردت الخشوع سأحتاج من بعد الله أن أستشعر أني عبدة من العباد بين يدي الله، وأتذكر الجنة والنار والآخرة، حتى وصلت إلى أني أنسى بشكل فظيع، فلا أدري أين أنا؟ وماذا يحدث بالضبط؟!

كذلك أصبحت هذه الفترة أوسوس في مكانة المرأة، فلو عمل الرجل الفروض وعملت المرأة الفروض هل كلاهما سيكون في نفس المنزلة بالآخرة؟

أقصد لو جاهد الرجل وحج، والمرأة عملت ما فرض عليها، هل تدخل المرأة في حديث معناه (إن الرجل إذا قام في ليلة باردة يصلي يضحك الله عز وجل)؟ وهل الرجل في الأصل دائما أفضل من المرأة في كل شيء؟ في الاقتصاد والطب وجميع التخصصات حتى في الرأي، هل الأصل أن رأي الرجل أفضل من المرأة أم من الممكن أنهما في بعض المواضيع يكونان في نفس الرأي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Non حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب مرة أخرى.

حقيقة كل ما ذكرته يأتي تحت نطاق الحوار الوسواسي، القلق النفسي هو جزء أصيل من الوساوس، بل هو المحرك لهذه الوساوس، وأنا أجبت على كل استشاراتك السابقة من وقت قريب، وستظل المبادئ العلاجية كما هي: (تحقير الوسواس، إيقاف الفكر الوسواسي، صرف الانتباه، والتنفير عن الوساوس).

أمثلة الأفكار الوسواسية التي تأتيك والتي تحدثت عنها لن يكون أبدا من المفيد أن نخوض فيها، وحتى بالنسبة للمشايخ لا ننصح أن يناقشوا هذه الأفكار من حيث المنظور الإسلامي، لأن الحوار والنقاش حولها يزيد من حدتها وهذا أمر مجرب، والعلاج هو الإغلاق التام عن طريق التجاهل والتحقير وصرف الانتباه وإيقاف الفكر والتنفير عنه.

نحن لا نحيد أبدا عن هذه الأسس العلاجية، لأنها هي العلاج الصحيح، والذي سيفيدك أيتها الابنة الفاضلة، وأنا أرى أنك تحتاجين بالفعل لعلاج دوائي، لأن العلاج الدوائي سيطفئ نار هذه الوساوس، وحتى أحلام اليقظة وهذه الأفكار المتداخلة ستستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة، وذلك بجانب التطبيقات الأخرى، فأرجو أن تتحدثي مع والديك حول هذا الموضوع لكي يسمحوا لك بأن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا ليصف لك الدواء المطلوب، وقطعا سيعطيك المزيد من التوجيهات.

هذا كل الذي نستطيع أن ننصح به في هذه المرحلة، وأرجو أن تأخذي به، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات