ما زلت أعاني من أرق واكتئاب ووساوس، كيف الخلاص؟

0 22

السؤال

السلام عليكم

د. محمد عبد العليم، تحية طيبة، وبعد:

أنا صاحب الاستشارة رقم (2467769) ملخصها أنني منذ تقريبا العام 2014 م وأنا في دوامة الاضطرابات النفسية، بدءا بالأرق، مرورا بالـ Dysthymia، وانتهاء بالوساوس الفكرية المتنوعة تقريبا منذ 2017 م، جربت عندها عددا من SSRIS (سيروكسات، سيبرالكس، سيمبالتا)، لكن لم أستفد منها تقريبا أو لربما لم أكمل للآخر معها، بعدها رشدت لاستخدام (الأنافرانيل) وأفادني كثيرا واستمريت عليه ما يزيد عن العام إن لم يكن عامين بجرعة (50 ملجم)، واستشرتك لإضافة الأمتربتلين بجرعة 25، وكانت خلطة مثالية، منذ حوالي 4 شهور بدأت سحب الأنافرانيل تدريجيا حتى توقفت تماما مستمرا على الأمتربتلين 25 فقط، والأمور كانت مستقرة (علميا، عمليا، وعائليا).

لكن فجأة قبل أسبوعين ودون سابق إنذار راودتني فكرة لتكون بمثابة الشرارة لغيرها من الأفكار في مجالات عدة ولم أنم يومها، وتتمثل المعاناة بالاكتئاب والوساوس والأرق.

عدت إلى الأنافرانيل ورفعت الجرعة تدريجيا (لـ 75 ملجم) ، مع (25 امتربتلين)، ولي تقريبا قرابة الأسبوعين لكن الأثر لم يتعد (15- 20)، علما بأن 50 ملجم سابقا أفادتني كثيرا.

حياتي وخياراتي ومستقبلي على المحك، ماذا أفعل؟

- هل أستمر قليلا، أم أرفع الجرعة؟ وإن لم يحدث تحسن كبير، ما الخيارات المتاحة (كل الخيارات المكلفة والرخيصة)؟

أرجو التفصيل، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: كما تعرف أن جرعة الـ (أنفرانيل Anafranil) يمكن أن تكون حتى مائتي (200) مليجرام في اليوم كجرعة قصوى، وأنت استفدت على جرعة الدنيا، والآن -كما تفضلت- على جرعة الخمسة وسبعين مليجراما، ومعها الـ (اميتربتالين Amitriptyline) خمسة وعشرين لم تجني الفائدة المرجوة.

أنا أقترح عليك -أخي الكريم- أن تجعل الأنفرانيل مائة مليجرام مباشرة، ودون أي تردد، لأنه في بعض الأحيان حين يستعمل الإنسان الدواء في المرة الأولى ويجد أنه دواء فاعل وممتاز ويكون مثلا بجرعة صغيرة -كما هو في حالتك- ثم بعد ذلك يبدأ في تناوله بجرعة حتى وإن كانت أكثر قليلا؛ قد لا تكون الاستجابة جيدة وممتازة؛ لأن الموصلات العصبية يكون قد حدث لها نوع من الإطاقة، أو الاستجابة البطيئة، هذا كثيرا ما نشاهده.

لذا أنا أعتقد ودون أي قلق ودون أي توجس: ارفع جرعة الأنفرانيل إلى مائة مليجرام ليلا، مثلا لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يمكن أن ترجع لجرعة الخمسة وسبعين مليجراما، وبعد شهر ترجع إلى جرعة الخمسين مليجراما كجرعة وقائية.

أما الإميتربتالين: دعه كما هو على جرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا.

أخي: طبعا أنصحك كثيرا بالبرامج والآليات والطرق العلاجية الأخرى، ويأتي على رأسها التفكير الإيجابي، وإدراك الذات، هذا مهم جدا، الإنسان عليه أن يعرف الجوانب الإيجابية في شخصيته، ويحاول أن ينميها، ويفهمها، ويتقبلها، هذا مهم جدا، لأن إدراك الذات يجعلنا نتعامل إيجابيا مع ذواتنا، ونتعامل أيضا بصورة إيجابية ومفيدة مع الآخرين، هذا مهم جدا.

ولا بد أن يكون لديك نصيبا من ممارسة الرياضة، وأيضا تهتم كثيرا بحسن توزيع الوقت، وحسن إدارته، لأن هذا من عوامل النجاح الأساسية في الحياة، فاحرص على ذلك -أخي الكريم-.

الفكر الوسواسي والفكر الاكتئابي السلبي لا بد أن نحقره، ولا بد أن نتجاهله، ونستبدله بما هو إيجابي ومفيد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات