السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من اكتئاب مزمن منذ ١٧ عاما، استخدمت ٩٥% من الأدوية ولكن دون تحسن، والآن أعاني من مزاج سيئ، وإفرازات كثيرة خلف الأنف منذ الصغر، وما يعرف بضبابية التفكير أو brain fog والتركيز أيضا سي جدا جدا، وقلق بدون سبب، وضيق تنفس في الأنف والصدر.
الآن استخدام سيمبالتا ٦٠ كبسولة صباحا و(اريبيبرازول ١٠ نصف) قرص مساء منذ ١٠ أيام، هل أستمر على نفس العلاج بنفس الجرعات أم ماذا؟ هل الويلبترين أنسب لي من السيمبالتا والعلاجات الأخرى أم ماذا؟
علما بأني استخدمت سيمبالتا سابقا منذ سنتين ولكن دون جدوى، ولكن فضلت إعادة المحاولة مع الاريبيرازول مع تضبيط الجرعات والفترة المأخوذة حتى يأتي الدواء بمفعول.
علما أيضا بأن آخر تجربة كانت قبل السيمبالتا سيترالين بجرعة ١٠٠مجم، قرص مساء مع (اريبيرازول ٥ مجم) قرص مساء لمدة ٧ أسابيع دون تحسن، والدواء أتعبني فقمت بتغيره إلى السيمبالتا، وقبل السيترالين استخدمت ايفكسور بجرعة ٣٠٠مجم لمدة ٣ شهور ونصف دون تحسن أيضا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
قطعا لا يمكن أن يكون عمرك 21 عاما وتعاني من الاكتئاب منذ 17 عاما، هنالك خطأ ما. لكن عموما: الاكتئاب النفسي في حوالي 20% من الناس قد يكون مطبقا وشديدا ولا يستجيب للعلاج بالصورة المطلوبة، لكن المحاولات العلاجية يجب أن تستمر.
الآن هناك توجه أن حالات الاكتئاب المطبقة والتي لا تستجيب للعلاج ربما يكون الإنسان أصلا يعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية من الدرجة البسيطة مع وجود تمكن كامل للقطب الاكتئابي، ولذا دائما مثبتات المزاج لها دور في علاج مثل هذه الحالات.
أنصحك حقيقة أن تلجأ لهذه الافتراضية، وإن أردت أن تناقشها مع طبيبك هذا أيضا سيكون أمرا جيدا.
إضافة أحد مثبتات المزاج مثل الـ (لاموتريجين Lamotrigine) والذي يعرف تجاريا (لاميكتال) أعتقد أنه سيكون قرارا صحيحا وقرارا سليما.
بالنسبة للعلاجات الأخرى: أعتقد أن الـ (سيبمالتا Cymbalta) زائد الـ (اريبيبرازول Aripiprazole) بالجرعات التي ذكرتها يعتبر علاجا جيدا ومفيدا.
هنالك أيضا دراسات تشير إلى أن تناول السيبمالتا والإريبيبرازول مع جرعة صغيرة من الـ (ميرتازابين Mirtazapine) والذي يعرف تجاريا باسم (ريميرونRemeron)، تناولها مساء، هذا أيضا يعطي نتائج جيدة، لكن حقيقة ربما يكون من الحكمة أن تضيف اللامتروجين بعد مناقشة هذا الأمر مع طبيبك.
لا أريدك أن تعتبر نفسك تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، الكلام الذي ذكرته لك هو كلام علمي وقائم على بعض الأدلة، لكن في حالتك هذه الأدلة لم تظهر، يعني: لم يظهر عليك نوبات تحسن في المزاج أو نوبات انشراحية حتى وإن كانت قصيرة، إلا إذا كانت قد حدثت وأنت لم تذكرها، هذا شيء آخر.
في جميع الأحوال: لن تخسر أي شيء بإضافة اللاموترجين. بعض الذين يعانون من الاكتئاب آحادي القطب وظل مطبقا لفترة طويلة استفادوا أيضا من إضافة مثبتات المزاج هذه.
هذه نصيحتي لك - أخي الكريم - والأمر الآخر: طبعا مكونات العلاجات الأخرى: من فعاليات اجتماعية، وتنظيم الوقت، والتفاؤل، والإيجابية على المستوى الفكري، والحرص على العبادات، خاصة الصلاة في وقتها، والترفيه عن النفس، وأن تكون لك آمال وطموحات، تضع الآليات التي توصلك إليها.
بالنسبة لضبابية التفكير: كثيرا ما تصاحب الاكتئاب، خاصة إذا كان هنالك مكون قلقي موجود مع الاكتئاب، وفي هذه الحالة نقول إن ممارسة الرياضة والنوم الليلي المبكر هي من الأشياء المفيدة جدا، كما أن قراءة القرآن بتدبر وتمعن تزيل الضبابية الفكرية، وهذا جربه الكثير من الناس.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.