لا أحب مجالي ولا أطيقه ولم أجد عملاً فيه، ما الحل؟

0 25

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 28 سنة، درست المختبرات الطبية لرغبة أهلي بذلك، ولم يكن هنالك أي فرصة أخرى للدراسة إلا بعد سنة كاملة، درست وانتهيت، وبعد ذلك لم أجد عملا حتى الوقت الراهن، علما أنني تخرجت من ٢٠١٩، وإلى الآن أبحث عن عمل منذ سنتين.

عندما أذهب لأي مكان وأنا مغصوبة فيطلبون الخبرة، وأبحث عن أماكن كثيرة لكي أنال الخبرة دون جدوى، ويتكلمون بلغة غريبة، علما أنني درست في بلاد أجنبية ولا أستطيع العودة إلى بلادي لكي أكمل.

لا أعرف ماذا أفعل؟ لا أحب هذه المهنة، لكنني أرغب بالعمل بمهنتي، أخاف الندم عندما أكبر في العمر إن لم أجد عملا، جميع من حولي ينصحونني بتغيير مجالي، لكن ظروفي المادية لا تسمح لي أبدا.

مشاعري مختلطة بين البكاء الشديد، والرغبة في الموت والانتحار لكي أرتاح من كل شيء في حياتي؛ لأنني تعبت كثيرا وأتعبت غيري معي.

بحثت في مهن أخرى ومجالات عديدة ولم أجد، أحس أنني لا أفعل شيئا في هذه الحياة، وأنني إنسانة فاشلة لأن حياتي كما هي لم تتغير منذ سنتين، لم أستطع إنجاز شيء لنفسي.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونؤكد أن الإنسان عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، فاستقبلي الحياة بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد سبحانه وتعالى، واستمري في البحث عن العمل، ولا تلتفتي إلى تعليقات الناس، فالمهم أن يكون لك همة، ولكل أجل كتاب، وستأتي اللحظة التي يوفقك الله تبارك وتعالى فيها، واحرصي على ما يلي:

أولا: إصلاح ما بينك وبين الله -تبارك وتعالى-.

ثانيا: الإكثار من الدعاء.

ثالثا: مساعدة الآخرين بما تستطيعين ليكون الله في حاجتك، ويكون الله في عونك.

رابعا: الحرص على بر الوالدين، وحسن التواصل معهم، ومطالبتهم بالدعاء لك.

خامسا: الإكثار من الاستغفار والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا المختار، فإن نتيجتها ذهاب الهموم وانكشاف هذه الغموم والغيوم التي تعكر عليك مسيرة الحياة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي لمن يريد الإكثار من الصلاة على النبي، لمن يريد أن يجعل وقته للصلاة على النبي، قال: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

أما مسألة البكاء والتفكير في الانتحار: فهذه مسائل أرجو ألا تفكري فيها، لأن الله تبارك وتعالى هو مالك هذه الدنيا، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، وأرجو أن تعلمي أن سنتين من البحث تعتبر قليلة إذا قارنت نفسك بمن بحثوا سنوات عن العمل وصبروا ثم عوضهم الله تبارك وتعالى.

لذلك أرجو أن تستمري في البحث، ولا تنظري إلى الأشياء السالبة، ولا تلتفتي إلى تعليقات الناس، واعلمي أن كل الناس لهم مشاكل ولهم أزمات، وأن نعم الله تبارك وتعالى مقسمة، فهذا يعطى وظيفة، وهذا يعطى عافية، وهذا يعطى مالا، وهذه تعطى زوجا، وهذا يعطى زوجة ويحرم من الولد، نعم الله مقسمة، والسعيد هو الذي يتعرف على نعم الله تبارك وتعالى عليه ثم يؤدي شكرها، لينال بشكره لربه المزيد.

نحن لا نؤيد فكرة تغيير المهنة بعد أن بذلت هذه السنوات، واستمري في البحث، واستمري في الاطلاع وتثقيف نفسك أيضا في هذا المجال، وإن كانت لك هوايات أخرى فلا مانع من أن تمارسيها كهواية، أما هذا المجال الذي درست فيه فنتمنى أن تكملي فيه، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونسعد بتواصلك مع الموقع، واجتهدي دائما في مشاورة العاقلات الفاضلات ممن سبقن في هذا الطريق، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات