اعتذرت لزوجي واعترفت بالخطأ لكنه مازال يعاملني بقسوة

0 35

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة في محافظة أخرى، وزوجي يعمل بالخارج، واضطررت أن أعود لبيت أهلي مؤقتا أثناء سفره حتى تتم إجراءات نقل عملي بإذنه، ولا أتحرك في أي مشوار وأنا عند أهلي إلا بإذنه، وأشهد الله أني لم أعصه في شيء قط ولم أجد منه إلا تقديرا لذلك.

في مرة ذهبت للمعمل كي أطمئن على المسحة، وقررت الذهاب لطبيب النساء المجاور للمعمل كي أعرف نوع الجنين قبل عودتي لمنزلي وأعمل له مفاجأة فلم أخبره، وذهبت مع أمي ولكن شعرت بالذنب أثناء خروجي من عند الطبيب فأخبرته، وأحاول أسترضيه وعدت على الفور إلى بيتي كما أمر، وتوسلت إليه أن يسامحني لأيام ولكن بدأ بالإهانة وأن لا أطلب أن أذهب لأهلي مرة أخرى، وأنه سيعلمني كيف يكون الزوج! وكيف لا أحاول النزول مرة أخرى دون أذن زوجي لأي سبب!

أنا أحبه وأعترف بخطئي وفعلت كل شيء كي أرضيه! هل الصبر هو الحل أم أعود لأهلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وطاعة الزوج والحرص على التواصل والإرسال، ونسأل الله أن يعينك على الصبر، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أنت تشكري على ما حصل منك من الوفاء، وأرجو أن تستمري على الوفاء، وتنتظري ريث ما تهدأ الأمور، ولا تحاولي مخالفة الزوج في هذه الفترة، وأشعريه بأنك في طاعته وأنك تتقربي إلى الله تبارك وتعالى بهذه الطاعة له، ثم ذكريه بالعفو، وضرورة أن يسامح، لأن ما بينكم أكبر، وهذا الجنين الذي سيخرج سيفرحه ويفرحكم، ونتمنى أيضا أن يتفهم هذا الوضع، ولا مانع من مطالبته بالتواصل مع الموقع إذا كان ذلك ممكنا حتى يعرض وجهة نظره ليجد منا التوجيه والنصح، فإن الرجال يسمعوا من إخوانهم من الرجال كثيرا، ويبدو أن الأمر أيضا أخذ أكبر من حجمه، حتى نبين له هذه الحقائق.

وإذا كنت ذاهبة ولله الحمد مع والدتك فالأمر هين، ونتمنى في المرات القادمة إذا احتجت دائما أن تبحثي فابحثي عن طبيبة، فإنا نريد لبناتنا وأخواتنا دائما أن يجعلن الخيار الأول الذهاب إلى طبيبة من النساء، فإن تعذر ذلك أو كان الطبيب الرجل هو الكفاءة فينبغي أن تصحب معها من تكون إلى جوارها، وأرجو ألا نضطر لذلك، خاصة في وجود أعداد كبيرة من الطبيبات المسلمات الحريصات على خدمة بناتنا وأخواتنا، وكثر الله من الصالحات من أمثالك ومن أمثال الطبيبات اللائي يراقبن الله تبارك وتعالى في العمل.

عليه نحن ندعوك إلى:
أولا: الدعاء.
ثانيا: الصبر.
ثالثا: عدم تكرار طرق الموضوع.
رابعا: عدم تضخيم ردة الفعل التي تحصل منه، فربما يكون معذورا في هذا الذي حدث.

حاولي أيضا أن تبحثي عن راحتك وراحة الجنين في هذه المراحل، وبالتالي لا تستجيبي لردود الفعل السالبة منه، واعلمي أن في الصبر علاج، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

وإعلامك للمشاعر تجاهه أيضا من الأمور المهمة، كما أن الاعتراف بأن ما حصل ما كان ينبغي أن يحصل، لكن ذكريه بأنك تعتذري، وأنك نادمة، وأنك في طاعته، ونكرر دعوتنا لك وبتذكيرك بأن الصبر هو الحل، بل العاقبة للصابرين، فنسأل الله أن يعينك على الصبر، وأن يعينك أيضا على الاستقرار النفسي، وحاولي أيضا أن تحيدي الأهل من الطرفين، لأن تدخلهم قد يزيد الأمور صعوبة واشتعالا، فكلما كان الأمر محصورا بينك وبين زوجك، وأظهري لأهلك التفاهم على هذا الوضع الذي يحصل، ولا تشعريه بأنك في قلق واضطراب وخلاف معه، واحترمي أهله أيضا، وقومي بواجبك من حسن المعاملة تجاههم، فهم أهل لك أيضا، واجعلي أمه في مقام أمك، ووالده - إن كان موجودا - في مقام والدك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يكتب لك السلامة، وأن يرد زوجك أيضا إلى الصواب، حتى لا يعطي الأمور أكبر من حجمها، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونتمنى أن يكون أيضا في الذي حدث درس لك، فالعاقلة مثلك تحرص على طاعة زوجها، ومشاورته، والحمد لله رغم بعد المسافات يوجد الهاتف، وتوجد وسائل التواصل التي يستطيع الإنسان أن يكون فيها في تواصل وفي نفس اللحظة.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وشكرا لك على ما بذلته من حرص وخير على استرضاء الزوج، واستمري في ذلك؛ فإنك مأجورة على هذا العمل، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات