السؤال
السلام عليكم.
أكتب لكم بعدما عصفت بي المشكلات، واستقر الحال بالطلاق الذي كسرني وهشم قلبي، موقنة برحمة الله وحكمته، لكنني أشعر بالحزن والألم، بذلت كل ما أستطيع لإنجاح زواجنا، ولكن قضاء الله جاء بخلاف ما تمنيت.
بدأت الحكاية منذ حوالي سنة، خطبت ثم تزوجت منذ 3 أشهر، لم أتزوج سوى شهرين، كان شخصا غير مسؤول لا يصلي، وصل به الحال إلى سب الدين، خدعني بأن عليه ديون، وكنت أنا أتحمل مسؤولية البيت من راتبي، وراتبه والدته تأخذه بحجة أنها هي من ستدفع الديون، لم أشعر مرة أنه يريدني أو أنه يريد حقه الشرعي غير مرتين طيلة الشهرين، كنت أشعر دائما بقلة الثقة بنفسي نتيجة ذلك.
كنت أحاول أنا معه، وكان يتحجج كل مرة بحجة مختلفة لم يكن طبيعي إطلاقا تكلمت معه أن لو في عائق أو مرض فلنذهب لطبيب، وأنا سأصبر كان رده بالرفض، لم يكتف بذلك كانت علاقاته النسائية متعددة، أشعر بالألم والقهر بشكل شديد، منذ خطوبتنا وهو بعيد عني، قليل التواصل، ويتحجج بأن ذلك طبعه، وأنه قليل الكلام، ولا يعرف التعبير عن مشاعره، وحين تكشفت الأمور وجدت بأنه مبدع في رص العبارات.
شعرت وقتها بأنه خدعني تعرف على العشرات، ثم بحث عني للزواج، وهو لا يعرفني، تزوجني؛ لأنه يريد زوجة مصونة شريفة تمتلك وظيفة ليكون لها راتب تصرف به على البيت، كان مدخنا، وعرفت أيضا أنه يشرب المخدرات، لم تكن باستمرار، ولكن كان يشرب، كان يتركني بالساعات وحيدة دون سؤال، كان كثير الخروج مع أصحابه أهله كانوا في صفه، وأنه لا يغلط، تعبت جدا، ونفسيتي تدمرت، وأهلي كانوا في صفي، وأخذت قرار الطلاق، فلم أعد أتحمل.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الصبر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعوضك خيرا، وأن يعينك على الرضا بقضاء الله وقدره، واعلمي أن الحياة مدرسة، والإنسان يتعلم من حياته، واحمدي الله تبارك وتعالى الذي أخرجك من هذا السوء، وكتب لك الخروج من حياته، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك، وأن يعينك على النجاح في المستقبل، ونؤكد لك أن الأمر لله تبارك وتعالى، فالجئي إليه وتوكلي عليه وثقي به سبحانه، واستأنفي حياتك بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد سبحانه وتعالى.
واسمحي لي أن أنتهز الفرصة لأوصي أولياء البنات بضرورة أن يسألوا في هذا الزمان عمن يتقدم لبناتهم ويبحثوا عن أحوالهم، فإن هناك الكثير من الشر الذي يخفى ولا يظهر للوهلة الأولى، وعلى كل حال: الإنسان ما ينبغي أن ينظر إلى الوراء، ولكن يتأمل للأمام، فلا تقولي: (لو كان كذا كان كذا، ولكن قدر الله وما شاء فعل) لأن (لو) تفتح عمل الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ولكن ولله الحمد {وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله}.
عليه نحن ننصحك بعدم الرجوع إلى الوراء، وعدم إطالة التأسي على هذا الماضي الذي حدث، وثقي بأنك مأجورة بصبرك، ومأجورة على محاولاتك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير وعلى النجاح في مستقبل حياتك.
أما هذا الذي ظلمك ووضعك في هذا الموضع فسينال جزاؤه عند الله تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة؛ لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، واحمدي الله أنك كنت مظلومة ولم تكوني ظالمة، وأنك حرصت على أن تستمري في حياتك، فأرجو أن تشعري بهذه المعاني الجميلة، ولا تلومي نفسك، وتجنبي جلد الذات، فإن هذا لن يزيدك إلا ألما، والحمد لله الذي نجاك من هذا البؤس ومن هذه الحياة التي تصفين تفاصيلها، ونحن نتألم لأنك مثل بناتنا، ولكن نؤكد أن الله تبارك وتعالى يعوض الإنسان خيرا إذا صبر ورضي واحتسب، فكوني أنت صابرة ومحتسبة وراضية بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، ونسأل الله أن يهيأ لك من أمرك رشدا، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، ونكرر الترحيب بك في الموقع.