كيف أخلص نيتي لله وأستفيد من الأعمال الصالحة؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لمجهوداتكم في هذا الموقع الذي سهل على الكثيرين أمثالي البحث في أمور الدنيا والآخرة.

لجأت إليكم لأنه انعدمت عندي الحلول، فأنا حديثة الالتزام، أحاول قدر المستطاع المداومة على الطاعات، لكن لدي مشكل.

أولا: الخشوع في الصلاة، رغم أني أحرص على ذلك لكن لا أستطيع التحكم بعقلي، فأجد نفسي أفكر في أمور دنيوية.

المشكلة الثانية: ضعف إخلاص النية، كلما أقبل على عبادة أشعر أني أقبل عليها من أجل الحصول على أمور دنيوية، وليس من أجل الآخرة، أحاول استحضار الآخرة، الموت، عذاب القبر، فلا أتأثر، وأشعر كأن قلبي ميت، أخاف أن تكون أعمالي هباء، فالله لا يقبل أعمال من أراد الحياة الدنيا.

كيف أخلص نيتي لله؟ وكيف تكون صلاتي كصلاة الصحابة رضوان الله عليهم؟ قرأت العديد من قصص الخشوع في الصلاة التي أرى أني لا أصل إلى ذرة منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، ونبادلك الثناء بالدعاء، فنسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ويثبتك عليه، واهتمامك بشأن الصلاة أيتها البنت الكريمة، وخوفك من عدم الخشوع فيها، وتخوفك أيضا من عدم الإخلاص، كل ذلك يدل على حسن في إسلامك، فنسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.

ينبغي أن تكوني مدركة تمام الإدراك أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف النفس البشرية إلا وسعها وطاقتها، وأنه سبحانه وتعالى بر رحيم، يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات، يقبل القليل منهم من العمل ويثيبهم عليه، فينبغي أن يكون حب الله تعالى والتعلق بأسمائه سبحانه وتعالى الدالة على كرمه ورحمته، هذا الأمر ينبغي أن يكون حاضرا لديك، فإنه المحفز الرئيس للإكثار من الطاعات، والإقبال على عبادة رب البرية سبحانه وتعالى.

ما تعنينه أيتها البنت الكريمة من عدم التمكن من الخشوع في الصلاة أمر معتاد، ويحصل لأكثر الناس، ولكن المسلم مأجور على ما يبذله من المجاهدة في سبيل تحقيق هذا الخشوع، فمطلوب منك أن تأخذي بالأسباب الممكنة لزيادة الخشوع في الصلاة، فإذا حصل نقص فيه ولم تتمكني من تحضير الخشوع والتخلق به من أول الطريق فلا تيأسي، واحذري من أن يحاول الشيطان أن يقنطك وييأسك من فضل الله تعالى ورحمته، فإنه قد يدخل إليك من هذه المداخل، فيزهدك في الصلاة وفي العبادة، ويظهر لك أن صلاتك لا فائدة منها، كل هذه وسائل شيطانية عليك أن تحذري منها.

جاهدي نفسك على إحضار قلبك في الصلاة، فحاولي أن تتفرغي من أعمالك قبل الدخول في الصلاة، وهكذا جاءت الشريعة، كل ما يمكن أن تتخلصي منه مما قد يشغلك أثناء الصلاة حاولي أن تتخلصي منه قبل الصلاة، وإذا داهمتك الأفكار أثناء الصلاة فليس هذا نقص في صلاتك ولا في خشوعك، ولكن احذري من الاسترسال معها والتجاوب معها.

كلما داهمتك فكرة استيقظي وانتبهي وعودي إلى ما أنت فيه من الاشتغال بأداء الصلاة وحركاتها، فتفكري في معاني الكلمات التي تتلفظين بها من القرآن أو من الأذكار، وتفكري في معاني الأفعال التي تفعلينها، فالقيام يعبر عن الخضوع بين يدي الله سبحانه وتعالى بكامل الأدب والإجلال، والركوع يدل على خضوع أعظم من الخضوع الذي في القيام، والسجود يدل على ذل وخضوع أعظم من الخضوع الذي كان في الركوع، وتكرير هذا خلال الصلاة دليل على تكرير الخضوع وملازمته لله تعالى، فحاولي أن تستحضري هذه الأمور، وسيوفقك الله تعالى في آخر الأمر إلى التخلق بالخشوع في صلاتك.

هناك مطوية جميلة موجودة على الإنترنت، اسمها ثلاثة وثلاثون سببا للخشوع في الصلاة.

أما الإخلاص فما دمت تعملين العمل لله تعالى فأنت على الإخلاص إن شاء الله، فاحذري أن يصرفك الشيطان عن العبادة بحجة أنك تقصدين الدنيا، فإنك إذا طلبت الدنيا من الله تعالى فهذا طلب مشروع، ويبعد من الإنسان المؤمن الذي يؤمن بالجنة والنار والآخرة أن يكون قصده الدنيا فقط، فاحذري من أن يتدخل الشيطان أو يحاول أن يتسلل إلى قلبك لإيجاد القنوط فيه، واليأس.

تذكري أنك تريدين من الله تعالى خير الدنيا وخير الآخرة، هذا هو الذي أرشدنا الله تعالى إليه في كتابه بأن نقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات