أعاني من الحيرة وعدم القدرة على اختيار التخصص الجامعي.

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة مسلمة عربية، أعيش في المانيا، تخرجت من الثانوية ولكنني لا أستطيع أن أحدد التخصص الذي أود أن أدرسه، الأمر قد صعب علي والله أعلم بذلك.

أفكر كثيرا في التخصص الذي أود دراسته، وأفكر كيف سيكون مكان عملي و كيفيته لاحقا، و الله عليم بذلك أنني دائما ما أخشى ان أدخل تخصص لا يرضيه، ولا يكون مناسب لي كمسلمه، من الجهة الأخرى أخشى أن يكون لدي قدرات ولا أستطيع أن أخدم بها أحد، أو أن أظلم نفسي بدخولي تخصص لا أحبه.

يوجد العديد من التخصصات لكن -كما قلت- لا ولم أستطع إلى الآن تحديد رغبتي، ولا أعلم ما السبب؟

أتمنى من الله أن تشيروا علي بمعرفتكم عن التخصصات المناسبة لي كمسلمة، وكيف أستطيع حل مشكلة الحيرة وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.

وأرجو منكم ان تتوسعوا في الإجابة لأنني أرغب جدا بالاستماع منكم.

يوجد تخصص العلوم الصحية، وعلم النفس، وأخصائية التجميل، والهندسة، لكنني لا أعلم أيهم أفضل لي كمسلمة.

أشكركم مسبقا على ردكم، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، وهذه الثقة أيضا في الموقع، ونسأل الله أن يعيننا على الخير، ونشرف ونحن بخدمة بناتنا وأبنائنا، ونسأل الله أن يكتب النجاح والفلاح.

لا شك أن دور الفتاة الموجودة في البلد الأوروبي دورها كبير جدا في ترسيخ معاني هذا الدين العظيم وفي الدعوة إلى الله -تبارك وتعالى-، والتخصص الذي تختاريه هو الذي يعينك أيضا على النجاح في مثل هذه المهام، لأنا نريد المسلمة المتعلمة الفاعلة التي تستطيع أن تؤثر في من حولها، ونؤكد أن مسألة التخصص الميل الشخصي وحبك للمواد ودرجاتك المرتفعة في التخصص المعين لها علاقة بالتخصص الذي تختارينه، لكن دائما نحن نفضل لبناتنا التخصصات الشرعية، التخصصات التربوية، التخصصات الخدمية مثل الطب، يعني: هذه الأشياء نحن بحاجة إلى مسلمات صالحات يكن عونا للمؤمنات في علاجهن حتى لا يتعرضن للحرج في مقابلة الأطباء في بعض الأمراض.

وإذا كانت التخصصات المتاحة -كما أشرت- هي العلوم الصحية -يعني نفهم منها: طبا وصيدلة ونحو ذلك- وعلم النفس، هذا أيضا تخصص مهم جدا وتحتاجه المرأة، ومهم جدا أن تختار الفتاة التخصص الذي يخدمها كامرأة مربية للأجيال، صاحبة بيت، ويخدم أيضا الأمة، فالتخصص في علم النفس أيضا مفيد.

طبعا من الواضح أنه لا توجد تخصصات شرعية، لكن نحن نريد أن تفقهي نفسك بالشريعة من خلال التواصل مع المراكز، ومن خلال التواصل مع العلماء، لأن الإنسان ينبغي أن يبدأ بتعلم الأمور الشرعية، ثم بعد ذلك لك أن تختاري من تخصصات، ونحن نفضل طبعا علوم التربية وعلم النفس، هذه لها علاقة كبيرة بمهمة الأم وبمهمة المرأة، ونحن في زمان نحتاج إلى أن نصحح المفاهيم، فعلم النفس من العلوم المهمة، وفي تصورنا النفس هذه لا بد أن نزكيها، ولن نزكيها إلا بهذا المنهاج: (يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته، تطلب الربح مما فيه خسران، انهض بالنفس واستكمل فضائلها، فأنت بالروح لا بالجسم إنسان).

وبالتالي التخصص في علم النفس مفيد جدا، ونحتاج إلى أن نصحح المفاهيم، فالغرب الآن أو علم النفس الشائع يهتم بالأمراض فقط، لكن علم النفس الإسلامي يهتم بهذه النفس وتزكيتها وتهذيبها والصعود بها، والارتفاع بها بالتمسك بآداب وأحكام هذا الشرع الذي شرفنا الله -تبارك وتعالى- به.

ودائما في اتخاذ القرار ينبغي أن يبنى على حيثيات صحيحة، وننصح دائما الطالبة تكون قريبة من معلماتها، فهن الأعرف بقدراتها، ثم تبحث عن الجانب الذي تميل إليه، وأسعدنا أيضا أنك تبحثي عن المسائل التي تناسب الفتاة من ناحية شرعية، فهناك تخصصات لا تناسب الفتاة، أو هناك ما هو أنسب لها، لذلك نحن نفضل إذا كان هناك مجال لعلم النفس -لأن هذا له علاقة بالتربية- هو الأول، ثم بعد ذلك العلوم الصحية، نفعها كبير للأمة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات