السؤال
السلام عليكم.
عمري 26 عاما، والحقيقة أنني لست بخير أبدا، وأحتاج النصح، أنا خريجة بتقدير جيد جدا منذ أربع سنوات تقريبا، ومع ذلك في كل مرة أبحث عن عمل يحدث شيء، ولا يتم الأمر، وكذلك بحثي عن منح للدراسة غير موفق بالرغم من كوني أحاول جاهدة، وأبذل الكثير من الجهد والوقت في سبيل ذلك لكن لا فائدة.
أعيش في قرية، وحاولت أن أكمل دراسات عليا هنا، ولكن لدي مشاكل مادية في المنزل ولا أقدر، ولكن وجدت عملا ككميائي وكان الراتب 1000! تخيل 1000 جنية في 2021 في مقابل 7 ساعات عمل ومهام كثيرة، واستغلال من الآخرين، لكن يشهد لي الجميع بالفوز بالكفاءة في العمل وحسن معاملة الأخرين، ولا زلت حتى الآن أدرس كورسات عبر الإنترنت خاصة لتقوية نفسي.
نسيت أن أذكر ايضا أنني لدغة وسمينة منذ الصغر، وطبعا يمكنك تخيل قدر التنمر الذي تعرضت له في صغري والذي خلف لدي قلقا اجتماعيا، ولكن مع العمل والدمج أصبح أفضل، ولكن ليس لدرجة كبيرة.
الآن لدي اكتئاب من كل شيء، بعد كل هذا الرفض في العمل والدراسة، كيف سأثق بنفسي الآن؟ كيف سأقنع نفسي بأن تحاول مرة أخرى؟ دعوت كثيرا بالأمر ولكن لم أوفق، وفي كل مرة أقول لا بأس لعله خير، ولكن قلبي يتحطم في كل مرة، فماذا أفعل؟
بحثت كثيرا عن عمل ولم أوفق حتى لإجراء المقابلة، بالرغم أن الكل يشهد لي بالكفاءة، ولم أوفق أيضا في تقديمي على المنح الدراسية، إذ أن حالتي المادية لا تسمح لي بالاعتماد على ذاتي في المصاريف الدراسية، في كل مرة أتعرض للكسر والرفض يكسر قلبي، لكن ولا مرة فقدت الأمل، وهذا مؤلم جدا لأني لا أريد أن أكسر بعد الآن، هل العيب بي؟ هل أنا سيئة لأنني أريد مستقبلا أفضل؟هل يجب أن أتوقف وحسب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نحن سعدنا جدا بهذه المحاولات المستمرة من أجل العمل وللتحسن، وندعوك إلى الاستمرار في بذل ما تستطيعين، ثم تتوكلين على الله، فإن المؤمنة عليها أن تفعل الأسباب ثم تتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
وسعدنا جدا أن الجميع يشهد لك بالفوز والكفاءة وحسن معاملة الآخرين، وأيضا سعدنا لمواصلتك للدراسة وحرصك على تقوية نفسك وتطويرها، وهذه نقاط مهمة جدا، ما ينبغي لمن عندها هذه الصفات الرائعة والطموحات الكبيرة أن تفقد الأمل، واحرصي دائما على أن تكتشفي ما وهبك الله تبارك وتعالى من نقاط قوة، نقاط إيجابية، واعلمي أننا بشر والنقص يطاردنا، فثقي في نفسك بعد ثقتك في الله تبارك وتعالى، وقوي صلتك بالله تبارك وتعالى، واحرصي على أن يحفظ لك هذا الطموح وهذه الرغبة في تكرار المحاولات، فالإنسان عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، لأن النجاح والتوفيق والخير بيد الكريم الفتاح، والنجاح يأتي بألوان أخرى وبطريق كثيرة.
استمري في الدعاء، واعلمي أن الله يستجيب الدعاء، إما بأن يحقق للإنسان ما يريد، وإما بأن يدفع عنه من الشر مثل ذلك، أو يدخر له الأجر والثواب، فلن تخسري أبدا بدعائك ولجوئك إلى الله تبارك وتعالى، واستمري في التحسن، ولا ترجعي إلى الوراء، والحمد لله أنك تسعدي بالعمل، وتتحسني عندما تعملي، وإذا كان التحسن ليس بدرجة كبيرة فبشكرك لله سيصبح كبيرا، وبإصرارك واستمرارك ستتجاوزين هذه الصعاب التي تعرضت لها في الطفولة.
لا تحاولي أن تفكري فيما مضى، ولا تقولي: (لو كان كذا لكان كذا) ولكن قولي: (قدر/قدر الله وما شاء فعل) فإن (لو) تفتح عمل الشيطان. وإذا كنت لم توفقي في المرات الماضية فما المانع أن يوفقك الله في مرات قادمة؟! .. الإنسان ما ينبغي أن يفكر بهذه الطريقة السلبية، فلكل أجل كتاب.
مرة أخرى: علينا أن نسعى، ونبذل الأسباب، ثم نتوكل على الكريم الوهاب، ونرضى بما يقدره الله تبارك وتعالى، والسعادة هي نبع النفوس المؤمنة بالله، الراضية بقضائه وقدره، المواظبة على ذكره وشكره، وثقي أن ما يقدره الله لنا واختاره لنا أفضل مما نختاره لأنفسنا، قال عمر بن عبد العزيز: "كنا نرى سعادتنا فيما يقدره الله"، فكوني سعيدة بما أتاك الله، واشكري ما عندك من النعم لتنالي بشكرك لربنا المزيد، قال الله تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والثبات.