السؤال
السلام عليكم.
أريد المساعدة، أنا محتارة، كنت فتاة طائشة وغير محافظة على صلاتي، وكنت على علاقات بالشباب لكن بالنت، ويمكن تصل للتلفون لكن ليس بتلفوني ولا برقمي، يعني كنت أتسلى.
المهم في يوم تعرفت على شاب بالصدفة وهو شخص متدين وخائف ربه ومحافظ على صلاته، ومع الأيام تعلق بي، وأنا ما كنت أهتم، ومع الأيام ومع نصائحه لي تركت بالبداية الشباب، لكن علاقتي معه مستمرة، محافظة على صلاتي، ولا أفوت ولا فرضا، وإن شاء الله خلال أيام قليلة سأختم القرآن لأول مرة بحياتي، أحببت هذا الشخص بجنون لكن ابتعدت عنه وأنهيت علاقتي، وكنت مستعدة أن أنساه وأستمر بحياتي.
ويوم ما عرفت أنه صار له حادث، ومن هذا الحادث شل شللا نصفيا (ضغط في النخاع الشوكي) فرجعت له، ووقفت معه ولم أتركه، المهم أنه تعلق بي هو أكثر، ونذر إن مشى مرة ثانية أن يخطبني، لكن مشكلتي الحين أني أكلمه بالتلفون، أحاول أن أتركه ولا أقدر، وهو كذلك يحاول ألا يكلمني ويخاف علي، لكن لا يقدر، وأنا أتكلم بدون أن يدري أهلي، وهذا الشيء يضايقني وأحس بالذنب؛ لأني أخون ثقة أهلي، فأرجو منكم النصيحة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يلهمك الرشاد، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فاحمدي الله الذي ردك إلى الصواب، ونجاك من الذئاب، وفتح لك إلى التوبة أبواب، ويسر لك قراءة الكتاب، فاجتهدي في طاعته، وأبشري فإن للجنة أبوابا أعدها الله للمتقين وذلك كرم من الوهاب.
وشكرا لك على ذلك الوفاء لمن تسبب في هدايتك، وأرجو أن تكون العلاقة بينكما وفق ضوابط الشريعة، فلا داعي للاتصال، واجتهدي في التوجه لمن بيده الشفاء وصلاح الأحوال، واعلمي أن ثقة الأهل غالية وأغلى منها طاعة الكبير المتعال.
ونحن ننصحك بأن تعمري قلبك بمحبة الرحمن، وأن تشغلي وقتك بطاعته لتفوزي برضاه سبحانه، وسوف يصرف إليك قلوب العباد، وتلك سنة الكريم الجواد القائل في محكم الكتاب: (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ))[مريم:96].
ونحن نتمنى أن يرد الله لذلك الشاب عافيته، وأن يعينكم على جعل تلك العلاقة شرعية، وحتى يحدث ذلك أرجو إيقاف هذه الاتصالات في أسرع وقت؛ لأنها مخالفة لأمر الله (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63]، وأرجو أن يشتغل هذا الشاب بشكر الله الذي أبقاه على هذه الدنيا، وليعمر وقته بذكر الله وتلاوة كتابه، كما نتمنى أن تعمري أوقاتك بتلاوة القرآن، واتخذي لنفسك صديقات صالحات، وراقبي رب الأرض والسماوات، واعلمي أن الشيطان يستدرج ضحاياه حتى يوقعهم في الحسرات.
وبالله التوفيق.