السؤال
السلام عليكم
لو سمحتم ممكن طريقة مناسبة للتأقلم أو حل ما؟
جدتي تعيش معنا منذ وفاة والدي، حيث كنت بعمر سنتين وإلى الآن، أقدر لها ذلك، لكن المشكلة أن طريقة تعاملها معي كلها سخرية وإهانة وعدم احترام منذ الصغر.
تقول: إني شخص زائد على الحياة، أحيانا كنت أشكو من تصرفها لوالدتي، وكانت أمي تطلب مني أن أراعي سن جدتي، وأقدر أنها تركت بيتها لتعيش معنا وترعاني، وأنا مقدرة هذا التصرف والتضحية من جدتي، لكن مع الوقت الموضوع أصبح فوق قدرتي على التحمل.
أشعر بالإهانة وعدم القيمة، وكلامها يؤثر بي، أحاول أن أعمل أي شيء وأجدد طاقتي، وأقاوم المشاعر السلبية، لكن بمجرد الحسبنة أو الدعاء علي أو حتى تعليق سلبي من جدتي أفقد اهتمامي بكل شيء، ولا أجد أي حافز لعمل أي شيء مفيد أو غير مفيد.
علما بأني مصابة بالاكتئاب منذ سنوات، وأتناول دواء من فترة إلى أخرى، ولكن مع تغيير مزاجي ظاهريا مع الدواء إلا أن تأثير كلامها يكون مستمرا.
حاولت أن أتكلم مع جدتي عدة مرات على مر السنوات في حدود المعقول، لكن المحاولات فشلت، فهل هناك حل، لأني كرهت حياتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ yara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يرحم الوالد، وأن يعينك على بر الوالدة، وأن يعينك على الصبر على هذه الجدة، وأن يلهمكم جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نحن بداية نذكر بالوصية المهمة التي وصلتك من الوالدة بضرورة الصبر على الجدة، والجدة أم، ونحن نقدر أن كبار السن عندهم بعض التعاملات الصعبة وبعض الألفاظ التي يتأثر بها الإنسان، لكن إذا كانت الجدة هكذا هذه السنوات، ووالدتك تطلب منك أن تتحمليها وتذكرك بتضحياتها، وكونها جاءت، فأرجو أن تتأقلمي مع الوضع، وتتكيفي معه، واجعلي كلمات الجدة تدخل من أذن وتخرج من الثانية، لا تحملي الكلمات أكبر من حجمها، فكثير من الجدات ترى أن الأجيال الجديدة مقصرة، وأنها أجيال لا يرجى منها، وأنها أجيال عندها إهمال يعني: ما تعانينه تعانيه كثير من الفتيات وكثير من الشباب من الجد والجدة، لأن هذا جيل وهذه أجيال لها طريقة حياتها المختلفة عن النمط الذي نعيش فيه نحن الآن.
ولكن نوصيك:
أولا بالدعاء.
ثانيا: نوصيك بالصبر.
ثالثا: نوصيك بحسن الاستماع للجدة، وفعل ما يرضي الله.
رابعا: نوصيك بعدم التأثر بكلامها، لأننا يصعب علينا أن نطالب الجدة في هذا العمر المتأخر أن تتغير، بل نحن الذين ينبغي أن نتأقلم ونتكيف ونتعايش، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها، لأن كلام الجدة الزائد عن حده - التي تصفك بأنك زائدة وأنك كذا - أنت ينبغي أن تثبتي وجودك بعملك واجتهادك وصلاتك وبمظهرك وبطاعتك لله تبارك وتعالى، عندها لن يضرك كلام هذه الجدة أو غيرها، ما دمت أنت مطيعة لله، حريصة على كل أمر نافع ومفيد.
خذي من كلام الجدة ونصائحها ما يحفزك، ولا تجعلي الكلمات تؤثر عليك سلبيا وتجعلك تتراجعي إلى الوراء، لأن هذا التراجع وهذا الأسف وهذا الحزن لا يعني أن الجدة ستتغير، فطالما كان الوضع مستمرا فأرجو أن تتسلحي بالصبر، وتجتهدي دائما في فعل ما هو صحيح، وتجتهدي دائما في تحمل الجدة وعدم إعطاء كلماتها أكبر من حجمها، والإنسان إذا لم يحتمل من جدته ومن والدته فمن سيكون الاحترام والاحتمال، والجدة أم، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.