السؤال
السلام عليكم.
أصبت بنوبة اكتئاب وقلق منذ 9 شهور، وحاولت العلاج مع أخصائية نفسية، العلاج عمل لي تحسنا بسيطا، فنصحتني الأخصائية بتناول سيبراليكس 10 مل حبة في اليوم، أتناوله منذ 4 شهور -والحمد لله-أشعر بتحسن كبير، متى أستطيع أن أوقفه؟ وما الطريقة المثلى لتركه لتجنب أعراض الانسحاب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الحمد لله تعالى حالتك تسير نحو تحسن كبير، ومن الواضح أنك استطعت أن تتخطي هذه النوبة الاكتئابية من خلال العلاج النفسي، وقطعا الدافعية لديك قوية الحمد لله، وطبعا العلاج الدوائي أيضا مفيد. نحن دائما نرى أن هذه الحالات النفسية بسيطة كانت أو شديدة دائما هي متعددة الأسباب، لا نقول أن هنالك سبب واحد يؤدي إلى الاكتئاب أو إلى القلق مثلا، لذا يجب أن يكون العلاج متعدد الأبعاد أو الأركان، بمعنى الجانب النفسي، طريقة التفكير يجب أن تكون إيجابية، الحرص على التواصل الاجتماعي، الحرص على الواجبات الدينية والعبادات، وتناول الدواء، والإنسان يحاول أن يطور ذاته، ينظر لها نظرة إيجابية ... هذه كلها حقيقة تتكاتف مع بعضها البعض لتعطينا النتائج العلاجية الإيجابية، وقد أحسنت في أنك قد أخذت من كل نبع قطرة، بمعنى أن آلياتك العلاجية هي آليات شاملة وكاملة، وهذا أمر جيد.
بالنسبة للسيبرالكس: الحمد لله تعالى أنت تحسنت على الجرعة الصغرى، حيث إن الجرعة العلاجية للسيبرالكس في معظم الحالات هي عشرين مليجراما، وأنت الحمد لله تعالى تحسنت على عشرة مليجرام، وأنا أعتقد أنك يمكن أن تتوقفي من الدواء بعد رمضان إن شاء الله، بعد شهر ونصف من الآن يمكنك أن تتوقفي من الدواء، ولابد أن يكون التوقف تدريجيا، تخفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر مثلا، ثم تجعليها خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
هذه الطريقة إن شاء الله تعالى سوف تبعد عنك تماما أي احتمالية للآثار الانسحابية، وبعد أن تتوقفي عن الدواء استمري على نفس نمط الحياة الإيجابي، لأن هذا بالفعل يمنع أي انتكاسات بحول الله وقوته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.