السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله أوقاتكم وكتب أجركم.
أستخدم سبرالكس لي قرابة سنة -والحمد لله- تحسنت أعراض الاكتئاب لدي وأمور أخرى، ولكن أحببت أن أطرح بعض الأسئلة، وأتمنى منكم مشكورين أن تفيدوني من دون مجاملة وبكل مصداقية.
أولا: بدأت بحمية غذائية لكي لا يزيد وزني مع سبرالكس، ونزلت في الوزن -ولله الحمد-، ولكن هل إذا خففت الأكل يضرني الدواء، وتكثر آثاره الجانبية، بمعنى هل يجب أن يكون هناك طاقة كبيرة للحماية من آثار الدواء، حيث أنني خفضت سعراتي الحرارية، وزدت معدل الرياضة، وأحيانا تمر أوقات كثيرة لا آكل، فهل هذا يتفاعل سلبا مع الدواء؟
ثانيا: مشاعري تجاه المواقف والأحداث ليست كالسابق، بمعنى أنني في السابق كنت أفكر بمشاعر الناس وببعض المواقف بشكل زائد، وأحرص على إرضاءهم، الآن خف ذلك معي، وكنت أيضا عندما أتذكر أشياء قديمة، وأشخاصا قدامى أشعر بالحنين، الآن أصبح ضعيفا لدي هذا الإحساس، فهل الدواء يسبب تبلد المشاعر؛ لأنني قرأت ذلك، وهل هذا من تبلد المشاعر؟
ثالثا: في غالب أوقاتي، منذ فترة قصيرة أصبحت أشعر في غالب الأوقات بعدم الارتياح، وكأن أعصابي مشدودة، وكأنني في حلم، وكأنني لست مركزا، هل هذا نوع من الوسواس، أم ماذا، أم أنه أثر جانبي للدواء؟ مع أنني إذا تناولت بعض الأكلات، وبعض المشروبات يخف ذلك، وكيف التعامل مع ذلك؟
جزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sultan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونحن سعداء أنك تحسنت، وأسئلتك -إن شاء الله تعالى- نجيب عليها، وطبعا الأمانة والصدق أصلا هي منهجنا -أيها الفاضل الكريم-.
الإجابة على سؤالك الأول: لا علاقة للـ (سيبرالكس) أبدا بموضوع الحمية، لن يحدث أي تأثير سلبي فيما يتعلق بفعالية الدواء أو آثاره الجانبية، فاطمئن تماما، هو دواء بسيط ودواء سليم، ويعتبر حقيقة من الطفرات الكبيرة في الطب النفسي.
بالنسبة لسؤالك الثاني: تلاحظ أن حوالي عشرين إلى ثلاثين بالمائة (20 : 30%) من الذين يتناولون مضادات الاكتئاب -خاصة هذه المجموعة التي تعرف باسم SSRIS- ربما تحدث لهم شيئا من الحيادية في المشاعر، بعد أن يزول الاكتئاب أو الخوف أو التوتر وتتحسن أحوالهم؛ بعضهم يلاحظ أنه أصبح لا يعبر عن وجدانه بالصورة التي كانت تحدث فيما مضى حين كانت الأمور طبيعية، بعض الناس قد يصل بهم الأمر إلى نوع من التبلد الوجداني.
هذا موضوع حقيقة يحدث من هذه الأدوية، لكن في نسبة عشرين إلى ثلاثين بالمائة، ونشاهدها أكثر مع الـ (بروزاك)، لكن أيضا مع الـ (سيبرالكس) قد يحدث، وعلاجه طبعا هو التجاهل والتجاهل التام، وألا يلتفت الإنسان لهذا العرض، وأن يتعامل معه نفسه بصورة إيجابية، وأن أموره قد أصبحت طبيعية، وحتى مشاعره طبيعية، ويواصل في أنشطته الحياتية.
بالنسبة للسؤال الثالث: شعورك بعدم الارتياح وكأن أعصابك مشدودة أو كأنك في حلم: هذا لا علاقة له بالدواء، على العكس تماما الشعور كأنك في حلم هو نوع مما يمكن أن نسميه بـ (اضطراب الأنية البسيط)، وهو علامة من علامات القلق، لا علاقة له أبدا بالدواء، وهذا طبعا يعالج من خلال تكثيف التمارين الاسترخائية، وممارسة الرياضة، مع التفكير الإيجابي.
أما موضوع النسيان: فهذا الدواء -أي السيبرالكس- لا يسبب نسيان، ولا يخل من التركيز، على العكس تماما، كثيرا من الذين تناولوا هذا الدواء لاحظوا الحدة في مستوى تفكيرهم ويقظتهم وتركيزهم. أنا أعتقد الأمر كله متعلق ببقايا القلق الذي لديك، وربما تكون هنالك نوع من الوسوسة الخفيفة، -الحمد لله- أنت تسير في طريق العلاج الصحيح، واجعل نهجك دائما إيجابيا من حيث المشاعر والأفعال والأفكار.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.