السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 35 عاما، أعاني من مشكلة وألم أثناء التبول، ورعشة متواصلة في مقدمة القضيب. عندما أكون مستعدا للتبول أجد صعوبة في نزول البول، والبول يخرج على عدة مرات، وفي آخر التبول ينزل قطرات متقطعة من البول، عندما أنتهي من البول بعد دقيقة مثلا أشعر باحتياجي للتبول مرة أخرى.
أتبول بكميات كبيرة في الليل أكثر من النهار، أعاني منذ سنة تقريبا من هذه المشكلة، ولكن هذه الفترة بدأ الألم يزداد، مع العلم أن وزني نقص كثيرا في السنة الماضية، وأصبح وزني 73 كلغ، فما الحل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في مجال المسالك البولية يعتبر الألم دائما مؤشرا إلى وجود مشكلة ما، فليس من طبيعة الإنسان أن يحس بألم في المسالك البولية لأي سبب كان، مثل الامتلاء التام للمثانة، أية شكوى من وجود ألم في أي من أجزاء الجهاز البولي التناسلي يستوجب إجراء فحوصات شاملة للاستقصاء والبحث عن مسبب هذا الألم.
إن مجموع ما تصف من أعراض يشير إلى وجود تضيق في مكان ما من الإحليل، أو ما يعرف بمجرى البول الخارجي الموجود داخل الذكر، وهناك احتمالية وجود انسداد في مجرى البول.
وأسباب التضييق كثيرة منها: الالتهابات الجنسية مثل السيلان أو التهاب الإحليل الجنسي، أو خروج حصوات بولية كبيرة الحجم، أو إجراء عمليات مناظير، أو إدخال قساطر بولية بطرق خاطئة في الماضي، أو تعرض المريض لحوادث في منطقة الحوض أو الذكر.
وللبحث في هذا الموضوع يجب على المريض أن يجري أولا قياس سرعة تدفق البول، وثانيا إجراء تصوير بالصبغة الملونة للإحليل والمثانة، وأخيرا إجراء منظار تشخيصي لمنطقة الإحليل والمثانة لمعرفة تواجد مثل هذا الضيق، وهناك حالات نادرة يكون تضيق الإحليل وراثيا، ويمكن تشخيصه بسهولة عن طريق التصوير الإشعاعي بالألوان أو باستخدام المنظار.
ويعتمد العلاج بالطبع على التشخيص، فإذا ما تم تشخيص تضيق في مجرى البول فيمكن إجراء توسيع له عن طريق المنظار بالقطع أو بالليزر، ولا مكان هنا للتوسيع باستخدام المجسات لما يصاحبها من ألم شديد ومضاعفات وعدم نجاعتها في علاج المشكلة، وفي كثير من الأحيان قد نضطر إلى إجراء جراحة في الإحليل ورتق مكان التضيق بزراعة رقعة مستخلصة من بطانة الفم الداخلية.
أما في حالة عدم تشخيص تضيق بالإحليل فإن من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى مثل ما تشتكي منه تشمل ضعف عضلة المثانة، أو ما يسمى بالمثانة الكسولة قليلة الحركة، ويمكن تشخيص هذه الحالة عن طريق إجراء فحص ديناميكية المثانة.
وإذا ما شخصت هذه الحالة يكون العلاج كالتالي: بعض العقارات أو تدريب المثانة باستخدام التبول الوقتي، أي أن يلجأ المريض إلى تفريغ المثانة في كل ساعتين أو نحوها، وفي أحيان نادرة قد نضطر إلى تعليم المريض التفريغ الذاتي للمثانة، وذلك باستخدام قساطر معينة مصممة لهذا الغرض، ويتعلم المريض كيفية تنظيفها واستخدامها بنفسه حسب خطة معينة يضعها الطبيب، واستكمالا يتوجب علينا إجراء تزريع للبول والسائل المنوي، للتأكد من عدم وجود التهابات في غدة البروستاتا.
وإذا لم يكن هناك تضيق وضعف في عضلة المثانة، فلا مانع من إعطاء المريض فرصة وصف كورس قصير من المضاد الحيوي، ومضادات ألفا لبعض الوقت.