السؤال
السلام عليكم
كنت على علاقة بشاب متدين، وتطور الأمر وأصبح بينا علاقة لم تصل إلى الزنا، وكنت أصر أن يتقدم لخطبتي، وفي كل مرة كان يخبرني أن عنده ظروف، وفي بعض الظروف كانت منطقية وأخرى لا، وبعد ٥ سنوات سألته متى سنتزوج؟ فأخبرني بعد ٣ سنوات، فتقدم لخطبتي شاب آخر، وقبلت به واكتشفت أنه كان على علاقة ببنات، ويشرب ثم تاب، ولكنه لا يصلي.
عاد الشاب الأول ليتقدم لي وأنا محتارة، هل أبقى مع خطيبي، أم أعود للشاب الأول؟ رغم أنه كان سيئا معي، ويتحدث بطريقة سلبية عن لبسي، وعن عدم تقدمي بالحياة، وخطيبي يجعلني أثق بنفسي، والشاب الأول كان قد خطبني ولم يأت يوم كتب الكتاب لظروفه.
هذا الأمر جرحني، وأخبرني أنه جواب الاستخارة، وهو يحبني جدا، لكن لم يحاول أن يكون معي، ثم عندما علم أنني خطبت صار يرغب بالعودة، وأنه تغير وسيكون أفضل إنسان ويعوضني عن كل شيء سيء صار معي بسببه، وأنا لا أستطيع أخذ قرار بهذا الأمر.
أرجو مساعدتكم، وللعلم خطيبي يعمل مخرجا، وأخاف أن يكون ماله حراما من برامج وحفلات موسيقية، والشاب الأول مهندس.
تعبت نفسيتي من العلاقة الأولى لكنني أخاف لو لم أعطه فرصة أن أكون ظلمته وظلمت نفسي، وأخاف أن أظلم خطيبي!!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يبعدنا جميعا عن سيئ الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلا هو.
لا شك أن التجاوزات التي حصلت تحتاج إلى توبة منك ومن الشاب الأول، والإنسان ينبغي أن يؤسس حياته على طاعة الله -تبارك وتعالى-، لأن للمعاصي شؤمها وثمارها المرة.
أما في الاختيار فننصحك بالتواصل مع أرحامك ومعرفة وجهة نظرهم، لأن الرجال أعرف بالرجال، ولا نؤيد فكرة الارتباط بشاب يتأخر بعد كل هذا الذي حدث، الشاب الذي هو جاهز ورأي الأرحام -أرحامك- رأيهم فيه جيد، هو الذي ينبغي أن يكون أولى بالتقديم، كذلك ينبغي أن تراعي جانب الدين، فإن الشريعة توجهت للمرأة وأوليائها (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه -دينه وأمانته- فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).
ولذلك أرجو أن تستخيري وتستشيري، ثم ترجحي، ولا تحاولي أن تتأخري في هذا الأمر، وإذا اخترت أحد الشابين ينبغي أن تؤسسي العلاقة في أيام الخطبة على قواعد الشرع، فأي تجاوزات ليست في مصلحتك؛ لأن الإنسان إذا بدأ حياته بالمخالفات فإن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.