السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرسل إليكم هذا السؤال من باب (ما خاب من استشار) لعلي أجد لديكم فائدة تنفعني، فأنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، التزمت منذ 4 سنوات تقريبا، وكنت قد أردت الارتباط بفتاة لي بها صلة رحم، وهي على خلق ودين، وتكبرني بـ7 سنوات، وفكرت أن أخبرها، وبالفعل أخبرتها بأنني أريد الزواج منها، فوافقت، واشترطت عليها ألا نتحدث في هذا الأمر مرة أخرى حتى أستطيع أن أتقدم لها رسميا، وبالفعل لم نعد نتكلم في ذلك الموضوع، بل إنني أصبحت لا أذهب إليهم في منزلهم إلا نادرا وللضرورة القصوى حتى لا أراها، وهي كانت تمر بحالة صحية سيئة خلال الـ3 سنوات الماضية؛ حيث أجرت ثلاث عمليات جراحية خطيرة، مما جعلني أتمسك بها أكثر لصبرها على المرض، ورضاها بهذا الابتلاء، وعلمها أنه من عند الله، إلا أنني قد تكلمت مع أبي في أمر الزواج منها لكنه لا يرى أن ذلك من مصلحتي؛ وذلك بسبب فارق السن، ولكني لا أستطيع أن أنتهي عن التفكير في أمر الزواج منها، مع العلم بأنني لا أتوقع رفضا من أهلها، بل إنهم بعون الله سوف يرحبون بي زوجا لها، وبالتالي فإن العقبة الوحيدة في هذا الأمر هو إقناع أبي به .
شكرا لكم .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك أهلك والعباد.
فإن فارق السن ليس مشكلة إذا توفرت عوامل الوفاق والرضا والقبول، وكان في النفوس ميل ومودة، فإن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
وإذا كانت الفتاة صاحبة خلق ودين وهي مع ذلك ذات رحم فلا مانع من الارتباط بها، وسوف يكون في ذلك خير كثير، وأرجو أن تجتهد في إقناع الوالد، ونتمنى أن تجد من يعنيك على ذلك من الأعمام والأهل.
ونحن ننصحك بأن تصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، وشاور من حضرك من أهل الصلاح والخبرة، ونحن نشكرك على اختيار موقعك، ومرحبا بك بين آبائك وإخوانك، ولن يندم من يستخير ربه ويستشير إخوانه.
ونقترح عليك إقناع الوالدة أو إحدى العمات حتى تتولى هي إقناع والدك، مع ضرورة التعامل مع الموضوع بحكمة وتعقل؛ حتى تفوز بالفتاة الصالحة التي تعينك على بر والديك.
وأرجو أن تشغل نفسك بطاعة الله وكثرة التوجه إليه، فإنه يجيب من دعاه، واحرص على زيادة البر لوالديك، وكن وصولا لرحمك، وأكثر من الاستغفار والصلاة على النبي المختار، وامش في حاجة الفقير والجار.
وقد أعجبني حرصك على قطع العلاقة مع الفتاة حتى تجمع أمرك وتؤكد رغبتك، ونوصيك بالمحافظة على ذلك، وإدارة الأمور تحت ضوء الشمس، واطلب من أهلك أن يكونوا معك، وتعامل مع الأمر بحكمة وتأن.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.