السؤال
السلام عليكم
جاري سحرني، وأيضا أنا معيون من قبل ابنه لأني مهندس وغني، وأنا مريض نفسي بسبب هذا السحر، ويسرقون أغراضي من أهلي، وسبب السحر أني يوما سخرت من أحد أقاربي كان مريضا بسبب السحر، فصرت مثله مريضا ومسحورا، ويروى: "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك".
هل أقاوم جاري الذي سحرني بأن أوذيه كما يؤذيني أم أصبر عليه حتى يفرجها الله علي، وأحاول معه أن أكسب قلبه وقلب ابنه؟ أنا متأكد من وجود السحر، لأنه هو نفسه يقول لي: أنت مسحور، وكذلك الطبيب النفسي قال لأبي: إني مسحور أو معيون، فما الحل برأيكم؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء، وأن يصرف عنك كل مكروه.
ثانيا: يصعب جدا - أيها الحبيب - الجزم بأنك مسحور، وأن من فعل لك السحر جارك، فهذه أمور غيبية في الأصل، فالقطع بها والجزم ونسبة هذا العمل إلى شخص معين أمر يحتاج إلى التثبت، لأنه يحتوي على جملة من المحاذير الشرعية، أولها: سوء الظن بالإنسان المسلم، والأصل إحسان الظن فيه، وما قد ينشأ عن ذلك من اعتداء بالقول أو بالفعل أو بغير ذلك.
لهذا نصيحتنا لك أن تصرف النظر عن هذه الظنون، ولكن مما ينفعك بلا شك أن تعمل بالتوجيهات القرآنية والنبوية في هذا المقام، فإن الله سبحانه وتعالى أرشدنا إلى الإحسان إلى من بيننا وبينه خصام أو عداء، فإن الإحسان إليه يكسر هذه العداوة، ويحوله من عدو إلى صديق حميم، كما قال الله سبحانه في كتابه الكريم: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
الإحسان إلى هؤلاء الجيران مع ما فيه من الخير فهو داخل ضمن الإحسان الذي يأمر الله تعالى به وجوبا أو استحبابا، لكل أحد من الناس، فمع كونه إحسانا وخيرا للجار، هو أيضا وسيلة لدفع الأذى المتوقع منه، وهذا شيء نافع لك ولهم.
مما ينفعك أيضا - أيها الحبيب - اللجوء إلى ذكر الله سبحانه وتعالى والتحصن بالأذكار، وقراءة القرآن، فإن الشياطين تنفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، والشيطان إذا ذكر الله تعالى خنس، فإذا غفل الإنسان وسوس، فذكر الله تعالى حصن حصين، يحميك به الله تعالى من جميع الشروط والآفات.
الثالث مما ينفعك أيضا - أيها الحبيب - استعمال الرقية الشرعية، فترقي نفسك بنفسك، ولو استعنت بمن يعرفون بالصلاح والاستقامة ومتابعة السنة ممن يشتغلون بالرقية الشرعية؛ فهذا جائز لا حرج عليك فيه.
هذه هي النصائح التي نرى أنها نافعة لك، ومثمرة الثمرة الطيبة المرجوة.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل مكروه.