التهاب الغدد العرقية الإبطية وأعراضه وعلاجه

0 502

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، متزوج، مشكلتي تكمن في أنه منذ حوالي سنتين أو ثلاث ظهر في ‏إبطي الأيسر حبة صغيرة، وسرعان ما اختفت، وبعد فترة تعاود الظهور مرة أخرى بحجم أكبر، واستمر ‏هذا الحال إلى أن عادت في المرة الأخيرة بشكل كبير، حيث تبدأ صغيرة وبعد عدة أيام يزداد حجمها مع ‏احمرارها وشعور بحرارة فيها، إلى أن تصل إلى أقصى حجم، حيث وصلت لحوالي قطر (2 سم)، ويختفي ‏الشعور بالألم والحرارة وتبدأ في النقصان إلى أن تختفي، مع العلم بأنها لا تحتوي على أي صديد ولا يخرج ‏منها شي، وتختفي تلقائيا.‏

ذهبت إلى عدة أطباء، منهم من قال بأنها غدة عرقية، ومنهم من قال بأنه التهاب عادي، وفي آخر الأمر ‏أجريت عملية وقمت بإزالتها، وبعد (10) أشهر بالضبط عادت من جديد في نفس الإبط، ولكن تبعد عن ‏موقع الأولى بحوالي (2-3) سم، ولكن هذه المرة بدأت صغيرة وسرعان ما ازداد حجمها حيث وصل قطرها ‏تقريبا (1 سم).

فما هي احتمالات أن يكون هذا المرض؟ وما العلاج؟
أرجو إفادتي عاجلا ودمتم.‏
ملاحظة: أنا أشكو دائما من ظهور حبوب تحتوي على الصديد في الوجه والفخذين، وسرعان ما يخرج ‏منها الصديد وتختفي.‏

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فاطمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالموضوع الذي تذكر بحاجة إلى متابعة، وإن ما تعاني منه هو غالبا التهاب الغدد العرقية الإبطية.
والرضوض وعدم النظافة هما من أهم العوامل المهيئة لذلك، مثل الحلاقة دون الغسل والتعقيم، أو استعمال مزيل العرق مع الضغط بقوة، أو العمل اليدوي الذي يجعل العضد يحتك بالإبط أو ما شابه ذلك.

وللعلاج يجب تفادي الأسباب والتنظيف المستمر واستعمال المعقمات أو المضادات الحيوية على شكل كريم أو سائل، وأن تطبق بلطف دون دلك عنيف، وأما الحالات الشديدة أو التي لم تستجب للموضع فيفضل أخذ مسحة للمزرعة الجرثومية والبدء بالمضادات الحيوية الفموية حسب ما تظهره نتيجة الزرع والتحسس الجرثومي.

في بعض الحالات الشديدة قد يستطب التداخل الجراحي لإنهاء الأزمة ولكن بيد الجراح وليس بيد المريض، وقد يستطب الاستئصال الجراحي كما فعلت، ولكن قد تلتهب غدد أخرى مجاورة كما حدث معك، كما يفضل الاستئصال والإرسال إلى التحليل النسجي لمعرفة طبيعة هذا التورم؛ لأنه من الطبيعي والبديهي أخذ عينة من التورم أو حتى استئصالها كاملة للتحليل النسجي والمجهري، وذلك لمعرفة طبيعتها ونفي الخبث عنها وتأكيد سلامتها.
كما يجب التفكير في التهاب فوهات الأجربة والتي قد تتطور إلى الدمامل وقد تصبح خراجية الشكل، وكل ذلك يعتمد على نفس المسببات السابقة الذكر.

إن كان هناك انتباجات أخرى في مواضع أخرى من البدن -وخاصة في مواضع الغدد الليمفاوية- فعندها يجب التفكير في الأمراض العامة وضعف المناعة والإنتانات، ولذلك بعض الاستقصاءات، ولكن حالتك موضعة في الإبطين فقط فلا تكترث إلا أن تكون معممة.

وقد يكون انتفاخ الغدة بسبب التهابي أو ورم سليم أو ورم خبيث لا سمح الله، وإن التحاليل العادية قد تثبت شيئا أو تنفيه، ولما لم يمكن الوصول إلى معرفة سببها فالأولى فيها الاستئصال والتحليل، وهذا ما ننصح به دون تردد منا ولا منكم.
أولى ألف مرة استئصالها وتأكيد سلامتها من تجاهلها وكونها -ولو بنسبة ضئيلة- غير سليمة، وكلامنا لا يدعو إلى القلق، ولكن يدعو إلى الأولى وهو ليس مثيرا للشك بل داعيا للتحقق.

وأما تكرر الحبوب التي فيها الصديد فيوحي إما بضعف المناعة نتيجة للإصابة بالسكري، أو نتيجة لتباعد المناسبات بين الاستحمام والآخر، ولكن إن كان الغسل متكررا بشكل شبه يومي وبدون رض فالأولى مراجعة طبيب للزراعة أو الجراحة، وتقييم الحالة المناعية العامة، وما يتطلبه من فحوصات دموية على رأسها السكر والغلوبيولينات المناعية.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات