كيف أتخلص من أعراض الخوف وضيق النفس؟

0 21

السؤال

السلام عليكم

قبل حوالي 3 شهور تعرضت لحالة غريبة، حيث فقدت حاسة الشم فقط، وقررت عمل فحص كورونا، ففحصت في 3 مراكز خاصة وحكومية، وكانت النتيجة سلبية، وفي اليوم الثاني استيقظت من النوم مفزوعا وخائفا، وأشعر بضيق نفس شديد، لا يعلم بحالتي إلا الله، وكأني أحتضر، أخذوني للمستشفى، والحمد لله لم يتبين أي شيء بالفحوصات، إلا أنه تم تشخيص حالتي بارتداد مريئي وجرثومة حلزونية في المعدة.

كأن الحياة وقفت بالنسبة لي، حتى التفكير توقف، كل عضو في جسمي توقف، وخرجت من المستشفى بعد 7 أيام، وبعدها لجأت للمشايخ والعلاج بالرقية والعلاجات الشعبية، ووصفوني المشايخ بمريض الوسواس القهري، وكانت أموري تتحسن يومين أو ثلاثة، ثم ترجع الحالة تسيطر علي بالكامل.

حالتي عبارة عن خوف وقلق وضربات في القلب وكامل الجسم، دوخة وخوف وتنميل ومشكلة في الرؤية، صداع لم يفارقني منذ 3 شهور، جفاف بالحلق والأنف، رجفة باليدين والقدمين، عدم الشعور والإحساس بكامل أعضاء الجسم، خوف يسيطر علي من جميع نواحي الحياة، بعدت عن شغلي ونزل وزني، الخوف من الوحدة، الخوف من النوم.

علما أني كنت أتناول دواء حب الشباب isosupra لمدة سنة وثمانية شهور، أرجو منكم الإجابة، لأن الوضع متعب ومرهق جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

هذه الأعراض - أعراض الخوف والضيق والفزع - والتي تداخل معها فكر وسواسي ومخاوف من الموت: هو نوع من قلق المخاوف الوسواسي، هكذا يشخص، وأحيانا تكون هنالك أسباب، وأحيانا تأتي هذه الحالات دون أي مقدمات وأسباب، لكن في جميع الحالات تعتمد على البناء النفسي لشخصية الإنسان.

الحالة -إن شاء الله تعالى- بسيطة، ونوبات الفزع هذه تكثر عند الناس، وشاهدناها كثيرا في أيام وجود جائحة الكورونا، فالخوف من الموت أصبح مهيمنا على كثير من الناس، نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لجميع موتى المسلمين.

أيها الفاضل الكريم: هذا النوع من الخوف يعالج بعلاجات دوائية، وعقار (سيبرالكس) يعتبر من أفضل الأدوية التي تعالج هذا النوع من الخوف، والسيبرالكس يسمى علميا (اسيتالوبرام) وهو دواء فعال جدا - كما ذكرت لك - وسليم، ولا يسبب الإدمان أبدا، و-إن شاء الله تعالى- يساعدك في اكتساب الوزن، وإزالة الخوف والتوترات، وتعيش في نوع من الهدوء والسلم الداخلي مع نفسك.

جرعة السيبرالكس هي أن تبدأ بخمسة مليجرامات - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات - تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء. هذا بالنسبة للدواء الأساسي والناجع جدا.

بعض الأطباء أيضا يصفون عقار (ألبرازولام) كعلاج إسعافي لنوبات الهرع والفزع، هو دواء ممتاز أيضا، لكن يعاب عليه أن قد يسبب التعود إذا استمر الإنسان عليه لفترة طويلة، لكن في العموم أنت لست في حاجة له.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أيضا أن تحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين الشهيق والزفير بقوة وتأمل مفيدة ومفيدة جدا، كما أن تمارين قبض اليد وشدها ثم استرخائها أيضا ذات فائدة علاجية عظيمة جدا. إذا ذهبت لأخصائي نفسي - وليس طبيبا نفسيا - يمكن أن يقوم بتدريبك على هذه التمارين، وإن لم يكن ذلك ممكنا فإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الاطلاع عليها وتطبيق ما ورد فيها من إرشادات وتوجيه، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

أخي: أيضا رياضة المشي مهمة جدا، أو أي رياضة أخرى متاحة. أريدك أيضا أن تتجنب النوم النهاري، وتتجنب السهر أيضا، لأن النوم الليلي المبكر يؤدي إلى راحة نفسية كبيرة، يؤدي إلى ترميم كامل في الجسد والنفس، ويستيقظ الإنسان مبكرا، ويبدأ يومه بأداء صلاة الفجر في وقتها، وبعد ذلك يحس بالفعل أنه في حفظ الله، ويبدأ اليوم، ويكون كل شيء إن شاء الله سلس ومريح جدا.

احرص على عملك، وطور نفسك مهنيا. ومن العلاجات التأهيلية المهمة جدا هو الحرص على الواجبات الاجتماعية، ومن ذلك: الصلاة في المسجد مع الجماعة، وزيارة الأصدقاء، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، ومشاركة الأهل في أعمال البيت (كان النبي صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله)، ومن ذلك أيضا زيارة المرضى، وتشييع الجنائز، والقيام بالتعزية لمن حضرته مصيبة الموت، وحضور المجالس الطيبة، وحضور المحاضرات المفيدة، وغير ذلك من الواجبات الاجتماعية، التي أمر حث عليها هذا الدين الحنيف، وخير ما وصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات