السؤال
السلام عليكم.
دخلت في علاقة الكترونية مع فتاة وأحببنا بعضا، وبعدها انتبهت وعرفت أن ما أفعله حرام، وقررت أن أتوب إلى الله ولا أكلمها، وأنهي كل شيء، بعدها وصلتني أخبار أنها تبكي وحالتها صعبة، وأصابها الحزن، فهل علي ذنب لأني تركتها من أجل الله؟ وماذا أفعل يا شيخ؟ أسألك بالله أن تجاوبني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يهديك ويهدي الفتاة المذكورة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
لقد أحسنت صنعا بإيقاف هذه العلاقة، ومهما حصل للفتاة فإن من الخير لك والخير لها أن تتوقف العلاقة وإلى الأبد، وإن كان لك رغبة فيها فعليك أن تأتي البيوت من أبوابها بعد أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى، وترجع إليه، وتستغفر لما حصل، ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واعلم أن ما حصل لها من انهيار أو بكاء أو دموع؛ كل ذلك أهون بملايين المرات من التمادي في المعصية ومن الظلم والظلمات التي كانت ستحدث لك ولها في حال استمرار علاقة لا يرضاها الله تبارك وتعالى، وأهون من غضب الله عليك ومقته وسخطه، واعلم أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
نحذرك مرة أخرى بعدم الاستجابة لدموعها، بل عدم الاستمرار في التواصل، وإلا فإبقاء هذا الحال والاحتفاظ بالرقم والدخول إلى حسابها، والتفقد، كل ذلك من حبائل الشيطان الذي يريد أن يعيدك بها إلى المعصية. ومهما حصل للفتاة ومهما حصل منها فإن في إيقاف هذه العلاقة - التي ليس لها غطاء شرعي - خير لك ولها، وهذا الذي يحصل لك ولها من الألم أخف بملايين المرات من الاستمرار في أمر لا يرضي الله تبارك وتعالى، لأن العواقب ستكون وخيمة، واعلموا أن الله يستر على الإنسان، فإذا تمادى في المعصية ولبس لها لبوسها فضحه وهتكه وخذله، ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
فخيرا فعلت، وأبدا لا تتراجع في هذا القرار، ونقترح عليك تغيير الرقم الذي معك، حتى تسد الأبواب على الشيطان، وإذا كنت تعرف الفتاة وأهلها - بعد مدة، بعد أن تحصل منك توبة - يمكنك أن تذهب إلى دارهم من الباب، إن كنت راغبا فعلا في بناء علاقة شرعية صحيحة، وفي حال التوبة والتوقف سيبارك الله لكم في العلاقة إن حصل بينكم ارتباط مستقبلا.
أما الاستمرار في المعصية فإنه يحرم من البركة والسعادة، حتى لو تم الزواج بعد ذلك، لأنا دائما نقول: البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.