السؤال
السلام عليكم.
أخي الأصغر والوحيد المدلل لنا جميعا تزوج منذ ٤ سنوات، وأنا البنت الكبرى، وأتحمل مسؤوليات كثيرة منها إرضاء أمي وأبي، وأن أكون البنت والولد في ذات الوقت؛ لأنه لا يهتم بهم ومنذ أن تزوج تغير كثيرا، وأصبح يكرهني هو وزوجته بلا أسباب؛ لأني فقط أعمل لأساند زوجي وحالي ميسور على حسب قوله، وأنا لا أحب أن يعرف أحد عن ظروفي السيئة ولا أحب الشكوى لأحد، وأحمد الله في كل وقت، لكن هو ينظر لي باستمرار هو وزوجته، ويتأذون من قربي من والدي ورضاهم عني في حين أنه سيء في المعامله معهم، ودائما يتشاجر معهم، بسبب زوجته التي تحاول أن تتدخل في شؤون بيت أبي وتقارن نفسها بي دائما.
بالنسبة لوالدي: دائما في عقل أخي وزوجته لماذا آتي إلى بيت أبي؟ لماذا بناتي دائما يجلسون هناك؟ لماذا أعرف عن أمي وأبي كل شيء، وأدير شؤونهم وأخي لا؟ أخبرته مرارا أن الأم والأب يميلون للابن الحنون، فكن حنونا، وأفصل بين والديك وزوجتك، واجعل لكل منهما سرا معك مثلما أفعل مع زوجي، فلا يتقبل كلامي.
أشعر بالكره الشديد من ناحيته رغم أني دائما كنت سندا له في أشد أوقاته وأزماته منذ صغره، وشاركت أمي في تربيته أثناء سفر أبي الطويل، لماذا هذا الكره والشر والغل من ناحيته هو وزوجته لي رغم أني لا أدخل لهم مكانا -يعلم الله-، ولا أتدخل في أي شيء يخصهم إلا إذا كان ظرفا عصيبا أدعمه فيه وأفك كربه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك بنتنا وأختنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وهنيئا لك ببر والديك والإحسان إلى شقيقك، ونسأل الله أن يوفقك في حياتك الزوجية، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو ألا تتركي ما تعودت عليه من الخير لأجل شقيقك الأصغر وزوجته وتعاملهما السيئ معك، فإن المؤمنة مطالبة (والمؤمن) بأن يدفع بالتي هي أحسن، واجتهدي في إرضاء والديك والتخفيف عنهم، واستمري في النصح لشقيقك، ولا تتأثري بما يحدث، فإن الغيرة في مثل هذه الأمور تدخل، وستأتي الأيام التي يعرفون فيها -هذا الأخ الأصغر وزوجته- سيعرفون هذه الأشياء، فإن الحياة مدرسة، والإنسان ينبغي ألا يترك ما عنده من الخير وما عنده من المساعدات لأجل إساءة الآخرين، واحتسبي دائما أعمالك عند الله تبارك وتعالى، وتذكري ما فعله الصديق رضي الله عنه وأرضاه عندما أحسن إلى من أساء، وهو مسطح بن أثاثة وهو ابن خالته، وكان يحسن إلى من يسيء في قول الله: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم} قال: (بلى والله أحب ذلك)، ثم كان يحسن إليه.
عليه ندعوك أولا إلى الدعاء له.
ثانيا: الاستمرار في القرب من الوالدين والبر لهم.
ثالثا: الاستمرار في النصح له.
رابعا: الاستمرار في عدم التدخل في مشكلاته مع زوجته.
خامسا: الصبر على ما يحدث.
سادسا: الاستمرار في كتمان ما عندك من حياتك الخاصة، وأيضا الاستمرار في الفصل بين ما هو خاص بزوجك وما هو خاص بأسرتك الكبيرة.
ونسأل الله أن يعينك على الخير، واجتهدي أيضا في إرضاء الوالدين، واطلبي منهم الدعاء لك وله، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأنت ولله الحمد فاعلة للخير ومحسنة، وما على المحسنين من سبيل.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.