أعاني من القولون العصبي وآلام في المعدة وآلام أخرى، فما العلاج؟

0 30

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من القولون العصبي منذ أكثر من 20 عاما، وبعد الإصابة بكورونا في أغسطس 2020 والتعافي بعدها شعرت بآلام صدرية وبفم المعدة، وألم ضاغط على القلب، والتعب يزيد عند الراحة ويزول عند ممارسة الرياضة أو المشي، وعملت منظارا للمعدة، وتم التشخيص بالتهاب المعدة، وارتجاع بالمريء، وعملت رسم قلب، وإيكو، وتحليل إنزيمات القلب، ومنظار قولون، وتحليل دم، وتحليل جرثومة المعدة، وتحليل دم في البراز وكلها سليمة، وأتناول ليبركس، وكولفرين A، وتناولت جميع أدوية مثبطات مضخة البروتون، وأشعر بألم بفم المعدة على اليسار، وألم خفيف ضاغط على القلب، وألم بالبطن بجوار السرة باليسار عند الضغط عليه فقط، وألم بالصدر أحيانا، وانتفاخات وغازات لا تتوقف، وتجشؤ، وإرهاق مستمر، مع عصبية وارتعاش باليدين خفيف مما جعلني أشعر بالاكتئاب، ولا أعرف ماذا ينقص من تحاليل أخرى حتى أعلم مم أعاني.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يعاني بعض المرضى من الذين أصيبوا بكورونا وتم شفائهم من متلازمة ما بعد الكورونا، وتسمى تلك الحالة post covid syndrome، وفيها يعاني المريض من الكحة الجافة، والآلام في الجسم، مع صداع، واضطراب في الجهاز الهضمي، وما يفاقم من تلك الأعراض هي وجود متلازمة القولون العصبي كحالة مرضية يعاني منها المريض في السابق.

ولعلاج الأعراض المصاحبة لمتلازمة ما بعد الكورونا يمكن تناول وجبات خفيفة ومتكررة، مع شرب المزيد من الماء، وتناول أقراص فيتامين C، وحبوب الزنك 50 مج، وضبط مستوى فيتامين D، وتناول أقراص مسكن عند الضرورة.

ولا ننصح بتناول جميع أدوية مثبطات مضخة البروتون PPIs inhibitors؛ لأن وظيفة تلك الأدوية هي إيقاف إفراز عصارة المعدة، وهو الأمر مخالف للمنطق، ويمكن تفسير تناول تلك الأدوية لعلاج جرثومة المعدة أو لفترة قصيرة لعلاج عسر الهضم، ولكن ما لا يمكن تفسيره أو تخيله هو أن الناس تتناول هذه الأدوية بصفة يومية ومنتظمة كأنها دواء ضغط أو سكر، وهذا أمر في منتهى الخطورة، فقد يؤدي ذلك إلى جفاف بطانة المعدة وفقدانها لوظيفتها، كما أنه في نهاية المطاف قد يؤدي إلى سرطان المعدة، ولذلك ننصح الناس باستمرار بالتوقف عن تناول هذه المجموعة من الأدوية إلا في الظروف التي تم ذكرها.

والقولون يحتوي في بطانته على الكثير من المستقبلات العصبية، وهذه المستقبلات تتعامل مع بعض أنواع الأطعمة والتوابل وتتعامل مع التوتر والقلق على أن هناك أمر وخطب جلل يجب الانتباه له فترسل تلك المستقبلات العصبية إشارات إلى المخ تنتهي بإصدار أوامر لعضلة القولون بالانقباض، وتؤدي بالتالي إلى الشعور بالألم، كما ان عسر الهضم الذي يصاحب القولون العصبي والذي يسببه بعض الانزعاج من الأطعمة يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ والغازات.

ولذلك من المهم تناول اللبن الرائب أو الزبادي كامل الدسم أو الزبادي اليوناني أو greek style، وتناول كبسولات بروبيوتك probiotic، وهي كبسولات بكتيريا نافعة تساعد في علاج عسر الهضم والانتفاخ مرتين في اليوم لمدة شهرين أو ثلاث، كما يمكنك تناول حبوب spasmocanulase ثلاث مرات، وتناول أقراص الفحم أو أقراص disflatyl عند الشعور بالامتلاء.

ويختلف تعامل القولون من شخص إلى آخر، بل يختلف تأثر القولون ببعض المواقف أكثر من غيرها عند الإنسان نفسه، ولذلك فإن العيش في طمأنينة وسكينة، وتجنب الغضب والتوتر أحد أهم الأسباب التي تمنع تقلص عضلات القولون، ولذلك فقد جاء صحابي اسمه جارية بن قدامة، إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: يا رسول الله، "قل لي قولا وأقلل علي؛ لعلي أعقله؟" قال -صلى الله عليه وسلم-: لا تغضب فردد مرارا، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له: لا تغضب.

وهناك الكثير من الأطعمة والمشروبات التي تساعد في حل مشاكل القولون من غازات ومغص وانتفاخ من خلال الإكثار من تناول عصير من الليمون وأوراق النعناع والريحان الطازجة المخفوقة في الخلاط والمحلاة بالقليل من العسل، كما يمكن في حال توفره إضافة لحاء أوراق نبات الصبار، ويساعد ذلك العصير الطبيعي في التخلص من الغازات والشعور بالامتلاء والانتفاخ.

مع أهمية الإكثار من شرب الماء، وتناول عصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات، وتناول فاكهة الخوخ والتين؛ لأنها ملينة بطبيعتها، كما أن الصمغ العربي وهو منتج يأتي من السودان في صورة بودرة سريعة الذوبان في الماء يساعد كثيرا في علاج القولون والإمساك وعسر الهضم والانتفاخ والغازات.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات