ما هي الجرعة المناسبة من زولفت لعلاج الرهاب الاجتماعي؟

0 22

السؤال

السلام عليكم.

ما هي الجرعة المناسبة من زولفت لعلاج الرهاب الاجتماعي، وضعف الشخصية والقلق، وهل يعود بعد انتهاء فترة العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

حالات الرهاب الاجتماعي وضعف الشخصية وكذلك القلق تكون دائمة متعددة الأسباب، فتوجد أسباب مهيئة -أسباب وراثية مثلا- أو شيء متعلق بالبناء النفسي للشخصية، أو أمور تربوية في مرحلة الطفولة، وبعد ذلك تأتي العوامل المرسبة، وهي في مجملها الضغوطات الحياتية.

فما دامت الأسباب متعددة فلا بد أن تكون محاور العلاج أيضا متعددة، متعددة الأركان ومتعددة الأبعاد، لذا نقول: الدواء مهم، وكذلك التفكير الإيجابي، والشعور الإيجابي -أي ما نسميه بالعلاج النفسي- وكذلك العلاج الاجتماعي، أن يواجه الإنسان هذه المخاوف وأن يحقرها، أن يكون الإنسان متفاعلا في الحياة، ويكون مفيدا لنفسه ولغيره، وينظر إلى نفسه بصورة إيجابية، والمحور العلاجي الرابع هو: المحور الذي يقوم على الإرشاد الإسلامي، أن يقوم الإنسان بواجباته الدينية، أن يلتزم بعباداته، بر الوالدين، صلة الرحم هذه كلها حقيقة علاجات مهمة.

بالنسبة للدواء: الـ (زولفت) دواء ممتاز جدا لعلاج الرهاب الاجتماعي قطعا وإزالة القلق، لكن ضعف الشخصية لا نستطيع أن نقول إن الدواء سوف يساعد فيه كثيرا بصورة مباشرة، لكن بصورة غير مباشرة -أي بعد أن يزيل القلق والاكتئاب الاجتماعي- يتحسن أداء الشخصية، إذا طبقت الشروط السلوكية التي تحدثنا عنها.

بالنسبة للعود من عدمه -أي الانتكاسات المرضية-: هذا يعتمد على مدى التزام الإنسان بجعل نمط حياته إيجابيا، في هذه الحالة -أي إذا كان الإنسان إيجابيا في أفكاره وفي مشاعره وفي أفعاله- بعد أن يتوقف من الدواء غالبا الحالة لن تعود، أما الإنسان الذي يعتمد فقط على الدواء -بعد أن يتوقف من الدواء بشهر أو شهرين- سوف تحدث انتكاسة، لذا نقول: إن العلاجات غير الدوائية مهمة جدا، وهي مكملة للعلاجات الدوائية، والعلاجات الدوائية مكملة للعلاجات السلوكية.

جرعة الـ (زولفت) والذي يسمى (سيرترالين) تتفاوت من إنسان لآخر، لكن في مجمل القول هي من حبة واحدة إلى أربع حبات يوميا، أي: أربع حبات تكون هي الجرعة القصوى، ودائما الجرعة تبنى بالتدرج، وحين يريد الإنسان أن يتوقف من الدواء أيضا يتوقف تدرجيا.

أنا أرى أن الجرعة الوسيطة سوف تكون جيدة، وتكون البداية بنصف حبة، هذا أفضل، هذا البدء البطيء للعلاج ممتاز جدا، لن يحس الإنسان بأي أثر جانبي.

إذا: تناولي نصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجراما من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما- يوميا؛ هي الطريقة الصحيحة، استمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهر مثلا، ثم ترفع الجرعة إلى حبتين يوميا، وهذه ستكون جرعة علاجية جيدة، هي جرعة وسطية ممتازة، ويمكن أن تستمري عليها لمدة أربعة إلى خمسة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تنتقلي إلى حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر كجرعة وقائية، ثم تكون الجرعة نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

وهنالك من يحتاج لجرعة أكبر من ذلك، لكن هذه هي الجرع الجيدة والجرع المفيدة، والتي أحسب أنك سوف تستفيدين منها كثيرا. الدواء دواء إيجابي جدا وسليم جدا، ولا يسبب الإدمان، ولا يضر بالهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات