السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا رجل كنت متزوج لمدة 9 سنوات، ولم تكن زوجتي محجبة أو ملتزمة بلباس محتشم، والحمد لله هداني الله لطريقه، فخيرتها بين الهداية والبقاء سوية وبين الطلاق، فاختارت الطلاق.
مؤخرا تعرفت على فتاة ذات خلق ودين، وطلبتها من أهلها، والحمد لله مكانتي الاجتماعية والمادية والأخلاقية معروفة، وأنا أحببت هذه الفتاة في الله، وهي أحبتني، وتحاول إعانتي على الصلاح والالتزام.
مشكلتي أنها وأهلها يؤجلون ويماطلون بالخطبة الرسمية، أو كتب الكتاب أو الزواج بحجة أنهم يريدون التعرف علي بشكل أكبر، مع العلم أنني أعرفهم منذ قرابة الستة أشهر، وحتى الآن لم يتم تحديد موعد للخطبة أو للزواج بسبب تردد أهل الفتاة.
أنا أخاف الله فيها ومعها، وأخاف من حبي لها أن أنظر لها نظرة لا ترضي الله، حتى لقاءاتي المتكررة معها ونحن لم نكتب الكتاب بعد أخاف أن تغضب رب العالمين، بالمقابل أنا متمسك بها بشدة لدينها وأخلاقها ولحبي بها.
فأرجو منكم النصيحة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيها الأخ الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يعين أهل الفتاة على تفهم حاجتك إلى الزواج، وأن يجمع بينك وبينها على الخير.
لا شك أن مسألة التعرف بين الخاطب بأهله والمخطوبة وأهلها من الأمور الأساسية، ومن حق كل طرف أن يسأل ويبحث، لكننا قطعا لا نؤيد طول المدة في ذلك، إلا إذا كان لهذا أسباب معروفة ومألوفة، وعلى كل حال نتمنى أن تتسلح بالصبر طالما كانت الفتاة بالمواصفات المذكورة، وطالما علمت منها شخصيا الرضا بك والقبول بك، فإن المهم هو رأي الفتاة، ونسأل الله أن يهدي أهلها إلى الخير.
ولذلك أرجو أن تتيح لهم فرصة التعرف عليك، وتدلهم على ما يحتاجون من المعلومات، الأشخاص الذين يمكن أن يسألوا من خلالهم ويتعرفون عليك، حتى لا تطول هذه المسألة، وننصحك بأن لا تظلم الفتاة لأجل موقف أهلها وتأخرهم وتباطؤهم في إكمال مراسيم الزواج، وننصحك أيضا بعدم فعل أمور لا ترضي الله، فإذا كانت العلاقة مجرد تعارف ليس لها غطاء شرعي، فأرجو أن تتقيد بأحكام الشرع التي جاء بها رسولنا صلى الله عليه وسلم، فإن الفتاة لا تزال أجنبية، وحتى بعد الخطبة، فالخطبة أيضا ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام، وعليه نحن ننصحك باستعجال الإجراء الشرعي الرسمي الأول وهو الخطبة، ثم استعجال الخطوة الأكبر والأعظم التي هي عقد النكاح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.
وكونك حريصا على تقوى الله تبارك وتعالى في هذه المرحلة، هذا مما يبشر بالخير ومن دلائل التوفيق، ولذلك أرجو أن تتفهم الفتاة هذه المسألة، وتوقف هذا التواصل إذا كان فيه نوع من الخلوة أو التجاوزات، حتى ييسر الله تبارك وتعالى لكما الخطوات الأولى الصحيحة، وأنت ولله الحمد جئت البيوت من أبوابها، ونتمنى أن يتفهم محارم الفتاة أهمية الاستعجال في هذا الأمر لإكمال المراسيم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.